واصلت قوات الإحتلال الصهيوني حربها القذرة ضد الشعب الفلسطيني ، وسط إستنكار العديد من العواصم العالمية ، وإنتشار موجة التنديد الشعبي العالمية بالممارسات التي ترتكبها قوات تل أبيب في حق المواطنين العزل دون تفريق ، مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ ، وحتى اللاجئين في المدارس التابعة لمنظمة الأونوروا الأممية .
هذا الخميس إستأنف الإحتلال الصهيوني عدوانه الشرس لليوم الـ: 24 ضد قطاع عزة ، وسط قلق دولي من انعدام نية لدى إسرائيل نحو تحقيق هدنة إنسانية طويلة الأمد ، بعد إتخاذ تل أبيب لقرار بتعبئة عسكرية لأزيد من 16000 جندي إسرائيلي من قوات الإحتياط ، بغرض توسيع عملياتها العسكرية بعد حصول الكيان الصهيوني على ذخائر وأسلحة أمريكية.
وجاء في آخر الأنباء أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي قد إرتفعت الى 1422 شهيد و8265 جريح ، حيث أكد الناطق بإسم وزارة الصحة في غزة السيد أشرف القدرة هذا الخميس في تصريح للصحافة ، موضحا ، أن الأعداد لا زالت في تزايد جراء إستمرار أعمال الإنتشال للعديد من القتلى والجرحى من تحت الانقاض في المناطق الشرقية للقطاع ، وكذلك من المتأثرين بجراحهم في المستشفيات.
هذا وكان مراسل الإذاعة الوطنية من قطاع غزة خضر الزعنون قد أكد القوات الإسرائيلية لم تتوقف عن قصف المدارس التابعة لمنظمة الأممية لغوث الاجئين الفلسطينيين (الأونوروا) ، على الرغم من موجة الإدانة الدولية الواسعة ، في أعقاب قيام قوات الكيان الصهيوني بتدمير مدرسة بداية هذا الأسبوع على رؤوس من كان فيها ، حيث أكد مراسل الإذاعة الوطنية أن الأعمال العدوانية هذا الخميس إستهدفت من بين ما استهدفته ، مدرستين تابعتين للأونوروا . الإولى في منطقة "بيت لاهيا" الى الشمال من قطاع غزة ، والثانية في "مخيم مغازي" للاجئين الفلسطينيين.
بالموازاة مع إستمرار القصف الإسرائيلي لكل شئ في غزة برا وجوا وبحرا ، تتزايد معاناة الجرحى في مستشفيات القطاع نتجية تزايد عدد المصابين ، وتعقد حالاتهم نتيجة إستعممال أسرائيل لأسلحة محرمة دوليا ، بالإضافة الى استمرار تدهور الوضع الإنساني ، حيث تجاوز عدد النازحين أكثر من 250 الف نازح ، يلتجؤون في المدارس. (للإطلاع على تفاصيل الوضع في قطاع غزة الجريح ، يمكن الإستماع الى المراسلة الصوتية لمراسل الإذاعة من غزة خضر الزعنون).
وزارة التضامن والأسرة الجزائرية ترسل أطباء وإعانات إنسانية الى القطاع
وأمام هذا الوضع أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة و قضايا المرأة مونية مسلم هذا الخميس بالجزائر ، أنه سيتم ارسال أطباء وإعانات انسانية مختلفة من الجزائر نحو قطاع غزة عند "فتح معبر رفح".
وأوضحت الوزيرة في منتدى المجاهد أنه يجري التحضير لبعث أطباء واخصائيين نفسانيين الى جانب اعانات انسانية مختلفة من مواد غذائية وأدوية ، ليتم إرسالها بعد فتح معبر رفح ، مؤكدة أن الإعانات المادية للجزائر اتجاه قطاع غزة لم تتوقف حتى عندما كانت غزة تحت الحصار وذلك في اطار تضامن الشعب الجزائري مع الشعب الفلسطيني مذكرة بموقف الجزائر "الثابت" حكومة وشعبا المساند للقضية الفلسطينية.
وعلى صعيد آخر ، تنظم الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا) ، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الثلاثاء القادم بعمان (الأردن) اجتماعا طارئا حول الوضع الانساني بقطاع غزة
وحسب ما علم هذا الخميس من الهلال الأحمر الجزائري. فإن هذا الإجتماع يهدف الى "توحيد جهود هذه الجمعيات الإنسانية وتنسيق فيما بينها كحركات دولية للصليب والهلال الأحمر" و ذلك في اطار المساعدات لفائدة سكان قطاع غزة.
وأعلنت السيدة سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ، أن رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني سيعرض خلال هذا اللقاء آخر المستجدات حول الوضع الانساني بقطاع غزة.
للإشارة ، وبخصوص إستمرار تدهور الوضع الانساني ، أكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني عصام يونس ، في إتصال مع قسم الأخبار للقناة الأولى للاذاعة الوطنية ، أن ما تقوم به هو عمل إجرامي منظم خرقا للقوانين والأعراف الدولي.
السيد عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني سئل عن سبب غياب أي تحرك لمجس الأمن الدولي إزاء ما يرتكب في حق الفلسطينيين ، فاكد أن هذه الهيئة الأممية هي أداة سياسية ، ومهمتها لحد الآن أقتصرت على توفير الحماية للكيان الصهيوني .
مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تندد بتحدي إسرائيل المتعمد للقانون الدولى
هذا التحدي الإسرائيلي لكل الأعراف ، نددت به هذا الخميس مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ، وأعتبرته تحديا معتمدا " للقانون الدولي " . وأدانت بيلاي في تصريح لها الهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة في غزة قائلة : "لا شيء من هذه الأمور يبدو لي عرضيا ، يبدو وكأنه تحديا متعمدا للإلتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل".
الإتحاد الأوروبي يطالب بـ: "تحقيق فوري" في الغارة الإسرائيلية على إحدى مدارس الأمم المتحدة
من حهته طالب الإتحاد الأوروبي هذا الخميس بضرورة القيام بتحقيق فوري بشأن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين في غزة (الانوروا ) ، وأسفرت عن سقوط العديد من المدنيين الفلسطينيين ما بين قتلى وجرحى.
وقالت المتحدثة بإسم قسم العمل الخارجي الأوروبي مايا كوسيانيتس في بيان "إن الإتحاد يدين بأشد العبارات هذا الهجوم ، ويطالب بالكشف عن مختلف جوانبه والأطراف التي نفذته". مضيفة أن الوضع في غزة وخاصة على الصعيد الإنساني "يعد كارثة فعلية في ظل إستمرار العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين".
وشددت كوسيانيتس على "ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل" مشيرة أن الاتحاد الأوروبي يتحرك بكافة الوسائل المتاحة لبلوغ هذه الغاية. مع تأكيدها على ضرورة إلتزام إسرائيل بالقانون الدولي وعدم استهداف المدنيين ، وخاصة الذين يبحثون عن ملجأ في مرافق الأمم المتحدة.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية