أكد المجاهد والوزير السابق ابراهيم شيبوط أن التحضير الحقيقي لهجوم الشمال القسنطيني كان ثلاثة أشهر قبل تاريخ اندلاعها ،حيث تمت العملية بسرية تامة مبرزا أن فكرة هذه الهجوم هي من تفكير و تخطيط الشهيد زيغود يوسف، القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية والذي غير مجرى تاريخ الثورة الجزائرية بتصميمه لخطة هجومات 20 أوت 1955م، التي شكلت مرحلة حاسمة في الكفاح التحريري الجزائري، ومنعرجاً رئيساً لاكتساب الثورة الجزائرية طابعها الشعبي، وأعطت ضربة قاسية للاحتلال الفرنسي الذي حاول القضاء على الثورة في عامها الأول حتى لا تشمل مختلف أنحاء القطر الجزائري.
و أوضح شيبوط في حوار خص به موقع الإذاعة الجزائرية أن هجومات الشمال القسنطيني استهدفت بالدرجة الأولى فك الحصار الفرنسي على منطقتي الاوراس والقبائل المفروض في فيفري 1955، وذلك بتحريك الثورة التحريرية وتعميمها في كل مناطق الوطن لاسيما القرى والمدن الكبرى وإسماع صداها على المستوى الدولي.
و ثمن المجاهد دور جبهة التحرير الوطني في توعية الجزائريين وتنظيمهم ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955.
و أضاف شيبوط أن هالجوم تم عبر مراحل خلال 3 أيام : 21.22.23 أوت فقد كانت مشاركته في اليوم الثاني ضمن المجموعة التي هجمت على جهة تمالوس التي أصبحت اليوم دائرة . فقد تم الهجوم في منتصف نهار 20 أوت 1955 بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت والمراكز الحيوية الاستعمارية، ومراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى والأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني.
كما أشار شيبوط إلى ردة فعل السلطات الفرنسية على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الانتقام من المدنيين الجزائريين العزل ، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل بسكيكدة .
هذا ووجه المجاهد رسالة للجيل الجديد بأن الجزائر لم تخضع أبدا للاستعمار الفرنسي و ختم قوله بإحساس كبير نابع من قلبه هو شجاعة الشعب الجزائري في ذلك الهجوم و جبن الخونة ( الحركة).
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية-أمينة جعفر