كرمت المجاهدة الرمز جميلة بوباشا رفقة المجاهدين حسيبة بن يلس ومحمود عرباجي ،عرفانا بدورهم خلال الثورة التحريرية بحي القصبة وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة.
و جاء حفل التكريم الذي بادرت بتنظيمه وزارتي المجاهدين وذوي الحقوق والثقافة والفنون على مستوى مركز الفنون والثقافة لقصر رؤساء البحر بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة وبحضور نخبة من الوجوه الثورية والطلبة ,عرفانا بجهودهم إبان معركة الجزائر 1957-1962.
وتعد المجاهدة جميلة بوباشا من رموز الثورة التحريرية البارزين في شبكة فدائيات حي القصبة والتي قامت بعمليات وضع القنابل التي استهدفت مواقع قوات الإحتلال بمدينة الجزائر.
و أكد الأمين العام لوزارة المجاهدين العيد ربيقة في كلمته خلال افتتاح اللقاء التكريمي أن المجاهدة جميلة بوباشا تعد من بطلات معركة الجزائر, مشيرا أن هذا التكريم بمثابة " وقفة عرفان " لهذه المرأة البطلة ولكل صناع التاريخ الوطني من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية ورموزها ".
وبالمناسبة ذكر المتحدث ب " العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية ,عبد المجيد تبون, للتاريخ الوطني وتراثنا الأصيل, والتي طالما أكد عليها في توجيهاته, حيث دعا "إلى التوسع في ترميم المعالم التاريخية لتقف شاهدة على مر الأجيال على الثمن الباهض الذي دفعه شعبنا في التصدي لوحشية الإحتلال الفرنسي حتى يعيش حرا كريما وموحدا فوق ارضه, فخورا بماضيه ومسترشدا به في صياغة المستقبل في ظل الديموقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية".
وأبرز الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق , أن هذه اللقاء بمثابة " استحضار لدور قصبة الجزائر باعتبارها معقلا من معاقل الثورة التحريرية المجيدة والتي انجبت نساء ورجالا أفذاذا وسجلت أنصع الصفحات في الجهاد والإستشهاد من اجل تحرير الوطن والدفاع عن الشرف والكرامة الإنسانية ".
من جهتها, ثمنت المجاهدة الرمز جميلة بوباشا في كلمة لها هذه المبادرة والالتفاتة, مبرزة أنها " جد متفائلة بمستوى الوعي لدى الشباب الجزائري", داعية إياهم " التحلي بالحذر والوعي اتجاه ما يحاك ضد الجزائر ووحدتها" ,كما شددت على ضرورة " أن يضطلع جيل الشباب الجزائري بدوره في بناء الوطن".
وفي هذا الصدد, تناولت المجاهدة جميلة بوباشا محطات من ذكرياتها النضالية أمام المحاكم الإستعمارية بعد القبض عليها سنة 1960 ثم الحكم عليها بالإعدام سنة من بعد مشاركتها رفقة المجاهدات جميلة بوحيرد وباية حسين و غيرهن من المناضلات في العمليات الفدائية بالقنابل, والتي تحولت لقضية رأي عام عالمي كونها تتعلق بفضح التعذيب الوحشي الممارس من طرف الجيش الفرنسي داخل السجون حيث تعاطف معها كبار الشخصيات السياسية والثقافية في العالم.
وقد تميز اللقاء التكريمي بتقديم مداخلة للباحثة الجامعية نبيلة لرباس استحضرت خلالها أهم محطات النضال الثوري في حي القصبة خلال فترة 1954-1962 و الدور العسكري للافواج الثورية في المنطقة المستقلة (المنطقة الرابعة) حيث ذكرت بأهم الأعمال الإجرامية التي قام بها الجيش الاستعماري بأبشع الوسائل خاصة سنة 1957 على غرار الحصار والحواجز الأمنية والتعذيب والإعتقال والتفتيش والإغتصاب, في حين استعرض الدكتور محمد الطيب لعقاب موضوع " الهوية العمرانية لمدينة القصبة الذي غاص في الظروف التاريخية لنشوء مدينة الجزائر".
المصدر:وكالة الأنباء الجزائرية