أكد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية محمد صالح بولطيف اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على احترام إجراءات استئجار الطائرة التابعة للشركة الإسبانية "سويفت آر" التي تحطمت في 24 يوليو الفارط بمالي مشيرا إلى أن الإختلالات التي أثارها بعض الخبراء "لا تعدو عن كونها مجرد افتراءات".
و صرح السيد بولطيف حول هذا الموضوع "لقد سمعت هنا و هناك أنه لم يتم احترام شروط استئجار الطائرة و هذا غير صحيح. فهذه مجرد افتراءات و هؤلاء الأشخاص يمارسون التضليل الإعلامي".
و قد تطرقت الصحافة مؤخرا إلى مذكرة أعدها إطار سابق في الخطوط الجوية الجزائرية تعطي المحققين مؤشرات قد تساهم في تفسير أسباب الحادث.
و ذكر هذا الإطار الذي لم يفصح عن هويته بعض النقائص في دفتر الأعباء المتعلقة باستئجار الطائرات التي تعد حسبه سببا في تحطم الطائرة.
و فند السيد بولطيف هذه التصريحات بشكل قاطع موضحا أن عمليات استئجار الطائرات من قبل شركته "واضحة و شفافة" و تستجيب للشروط المنصوص عنها في دفتر الأعباء الذي أعدته لجنة الصفقات التابعة للشركة.
و أوضح المسؤول أن منح الصفقات المتعلقة بالاستئجار تتم عبر إعلانات عن المناقصة متبوعة بتقييم صارم للعروض التقنية و المالية للمكتتبين و هذا في إطار الاحترام الصارم لدفتر الأعباء.
هذا وندد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف بالحملة الإعلامية الموجهة ضد الشركة، معتبرا أن "الديناميكية وروح المبادرة التي تعرفها من الناحية التجارية" بدأت تزعج البعض.
ولم يخف بولطيف قلقه من الهجومات التي يتعرض لها الأسطول الجوي الوطني منذ حادثة تحطم آ أش 5017 في 24 جويلية الفارط في مالي، مؤكدا أن الجوية الجزائرية التي "باشرت ديناميكية للتطور" بدأت تزعج المنافسين.
وحسب بولطيف فإن الخطوط الجوية الجزائرية نجحت في ظرف ثلاث سنوات في استقطاب 4ر1 مليون مسافر إضافي في الخطوط الدولية وأطلقت تحدي انجاز قطب عبور للنقل الجوي في الجزائر العاصمة وهذا في إطار اقتناء 16 طائرة في افق 2016.
وقال في هذا الخصوص "اذا كانت هذه الحملة الإعلامية موجهة ضد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية فإن ذلك يهون عما لو كانت موجهة ضد الشركة نفسها.نعم يمكن ان يكون الهدف المقصود هي الشركة و شخص الرئيس المدير العام في الآن نفسه".
كما اقر بولطيف أن حوادث سقوط الطائرات عادة ما تعكس مسؤولية مسؤولي الشركات الطيران منددا في هذا السياق بالاتهامات الموجهة بخصوص النقائص المسجلة على أسطول الطيران الوطني.
كما أوضح بأن الخطوط الجوية الجزائرية "تنشط في مناخ جد مضبوط من الناحية القانونية"، لافتا إلى أن الشركة تخضع لرقابة وإشراف دائم سواء من طرف المؤسسات الدولية، على غرار الجمعية الدولية للنقل الجوي "اياتا" او مديرية الطيران المدني الجزائرية التابعة لوزارة النقل.
وأضاف " اطمئن الجميع أن النقل الجوي في الجزائر مقنن بشكل جيد ومراقب"، معربا عن "تفاؤله" لمستقبل الشركة التي يرتقب أن تعرف تطورا معتبرا مع تفعيل المخطط الخماسي 2013-2017 الذي صادقت عليه الحكومة .
وسمح هذا المخطط في 2013 بإعادة اكتساب حصص في السوق على الصعيد الدولي حيث كان يمثل هذا النشاط 47 بالمائة في 2012 لينتقل إلى 49 بالمائة في 2013حسب توضيحات المسؤول، مؤكدا على طموح الشركة لتصبح رائدة في السوق الوطني الذي تنشط به 25 شركة طيران دولية.
وحسب بولطيف فقد أطلقت الشركة ديناميكية للتطوير أساسها العنصر البشري معترفا بان الخطوط الجوية الجزائرية تعرف فائض في عدد الموظفين.
وقال في هذا الشأن لقد ورثت وضعية تمثلت في وجود 50 بالمائة من العمال في مناصب التنفيذ بينما المعمول به في شركات الطيران أن عدد الإطارات اكبر من عدد أعوان التنفيذ.
وأوضح في ذات الإطار أن الأعباء المالية المترتبة عن الأجور تأتي في المرتبة الثانية بعد أعباء الوقود وهو ما يثقل نفقات الشركة ولكن تبقى في مستوى يمكن التحكم فيه.