توصلت دراسة علمية حديثة إلى حقيقة أن عدم حصول الفرد على القسط الكافي من النوم أو تراجع نوعيته وجودته مرتبط ارتباطا كبيرا مع مرور الوقت بتقليص المادة الرمادية فى المخ.
وكشف العلماء القائمون على هذه الدراسة أن "تراجع جودة ساعات نومنا مسؤولة عن معدلات تدهور أسرع لثلاثة أجزاء من المخ لدى البالغين الأكبر سنا الذي يعاني معظمهم من سوء نوعية النوم ولكن ليس بالضرورة هو الحال مع النوم القليل جدا في الوقت الذي تضمنت صعوبات النوم الإستيقاظ أثناء الليل أو الإستيقاظ في وقت مبكر جدا".
ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت قلة النوم تسبب تغيرات في المخ سواء من إنكماش في بعض أجزائه أو القليل منه.
وحسب الدكتور كلير قندلفت من جامعة "أوكسفورد " البريطانية فإننا "ننفق حوالي ثلث حياتنا في النوم بينما يعد النوم بمثابة الحارس الخادم للمخ ليصبح في كثير من الأحيان في خدمته لإصلاح أي تلف يتعرض له المخ ويترتب على ذلك أنه في حال تعطيل وظيفة النوم فإن العمليات التي تساعد على استعادة وإصلاح المخ لبعض التلف تتعرض للخلل والإنقطاع أو على أقل تقدير تصبح أقل فعالية مما قد يؤدى إلى فرص أكبر لتراجع حجم المخ لندخل في دائرة مفرغة حيث يعمل تراجع حجم المخ على صعوبة في النوم بدوره.
وكان الباحثون قد أجروا أبحاثهم اعتمادا على تحليل صور الأشعة لمخ أكثر من 714 بالغا بلغت متوسط أعمارهم 54 عاما في بداية الدراسة ليتم متابعتهم على مدار الدراسة التي استمرت في المتوسط 3.5 سنوات.
وفي وقت الفحص الثاني قام المشاركون في الدراسة بملء استبيانات حول نوعية نومهم بما في ذلك متى وكيف ينامون وما إذا كانوا يحصلون على قسط كاف وواف من النوم فضلا عن كم من الوقت استغرقوا ليغفوا وما إذا اضطروا لتناول منومات للنوم.
و بعد إجراء التعديلات على اللاختلافات بين المشاركين على مستوى النشاط البدني والوزن وضغط الدم -التي ثبت أنها تؤثر على نوعية النوم- قارن الباحثون التغيرات في المشاركين عن طريق إجراء أشعة على المخ.
ومع سوء نوعية النوم رأى الباحثون انكماشا في جزء من القشرة الأمامية وبعض من ضمور أو تدهور طوال ثلاثة أجزاء أخرى من الدماغ بما في ذلك أجزاء تشارك مع المنطق والتخطيط والذاكرة وحل المشكلة.
ويأتي ذلك في الوقت يرى فيه بعض الخبراء أن الدراسة لم تختبر مهارات تفكير المشاركين لذلك لا يمكن أن تثبت ارتباط قلة النوم بانكماش المخ أو ضعف الذاكرة أو حتى صعوبة في التفكير.