بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر يوم أول أيام عيد الأضحى المبارك أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات مهللين مكبرين .
وقد أدى الحجاج الركن الأعظم من أركان الحج الوقوف في صعيد عرفات ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام "مزدلفة".
وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا برمي جمرة العقبة, اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر.
ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن , فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه , ثم بحلق رأسه , ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره, ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.
وكان ضيوف الرحمن قد أدوا امس الجمعة صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بمسجد "نمرة" في مشعر عرفات اقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن استمعوا إلى الخطبة التي ألقاها سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بنفس المسجد.
وقال الشيخ عبد الله آل الشيخ في خطبته "حجاج بيت الله الحرام اشكروا الله على هذه النعمة أن بلغكم الوصول إلى بيت الله الحرام سالمين معافين لتقضوا مناسككم. فيا أيها الحجاج عليكم بالتماسك والتكاتف والالتحام قدر الإمكان ولا تؤذوا النساء والضعفاء والعجزة".
وأضاف "أنتم في يوم مبارك من أيام الله يوم عرفة ويزيده شرفا أنه يوم الجمعة فقد اجتمع يومان فاضلان هذا اليوم يقول فيه صلى الله عليه وسلم (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه ) وينزل الله إلى سمائه الدنيا أخر النهار فيقول انظروا إلى عبادي وأشهدوهم إني قد غفرت لهم ، هذا اليوم يوم عيد أسبوعي ويوم عيد عرفة هذا اليوم يوافق موقف النبي صلى الله عليه وسلم..
هذا يوم إتمام الدين وإتمام النعمة..أيها المسلمون اتقوا الله جل وعلا وقفوا إلى غروب الشمس وصلوا في مزدلفة المغرب والعشاء وبيتوا فيها إلى معظم الليل ولكم إلى منتصف الليل وإكمال حجكم.
وعقب أداء الصلاة بدأ الحجاج في الإكثار من الدعاء وتلاوة الأذكار حتى موعد النفرة إلى مزدلفة ، حيث يؤدي الحجاج هناك صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ، ثم يقوم الحجاج بجمع الحصيات لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم عيد الأضحى ورمي الجمرات في أيام التشريق.
وكان حجاج بيت الله الحرام قضوا هذا اليوم على صعيد عرفات ملبين متوجهين إلى الله بقلوب خاشعة متضرعة إلى الباري عز وجل أن يغفر ذنوبهم ويتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم، وقضى الحجاج ليليتهم أمس بمنى في يوم التروية اقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومع بدء أيام النفرة شرعت قيادة أمن الحج لشؤون المرور ممثلة في قياة مرور مشعر عرفات لحج عام 1435 ه في تنفيذ خطة النفرة باتجاه مشعر مزدلفة . وأوضح قائد مرور مشعر عرفات العميد خالد بن أحمد الضبيب أن خطة النفرة تنطلق من تمام الساعة الثالثة من عصر يوم عرفة إلى اكتمال خروج الحجاج من مشعر عرفات ، هذا وقد وقف أكثر من 28 ألف حاج جزائري ، وعلى غرار باقي الحجاج اليوم على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج وذلك بعد قضاء"يوم التروية "بمشعر منى الذي يعد أحد أيام العشر الفاضلة في القرآن الكريم.
وحسب موفد الاذاعة الجزائرية علي جريدي فقد اتخذت بعثة الحج الجزائرية كل الاجراءات للتكفل الامثل بحجاجنا الميامين ولاسيما كبار السن منهم ،وقد حرصت مصالح الصحة على أداء جميع المرضى لهذا الركن الأعظم وقامت بنقلهم - وعددهم 12 حاجا - إلى عرفة في ظروف خاصة ورعاية مميزة.
وعكف ثلاثة ملايين حاج قدموا من 163 دولة خلال وقفة عرفة التي استمرت إلى غروب الشمس على تلاوة القران الكريم والذكر والدعاء.
والوقوف في عرفات يعد عمدة أفعال الحج وأهم أركانه ولهذا يقول الرسول صلى لله عليه وسلم " الحج عرفة"، حيث يقف الحجاج بالمكان من الزوال يوم عرفة إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر.
ولايكتمل ركن الحج إلا بالوقوف بعرفات الذي تجتمع على صعيده كل الأعراق والجنسيات والأعمار القادمة من كل أصقاع العالم في لباس ونداء واحد تشرئب فيه الأعناق وترتفع الأيادي بالتضرع إلى لله راجين مغفرته ورحمته.
وعرفات هي سهل منبسط محاط بقوس من الجبال ووتره وادي عرنة ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترا وعلى بعد 10 كيلو مترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلو مترات مربعة وليس بعرفة سكان أوعمران،إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.
وبعد أن يقضي الحجاج يوم عرفة وقتهم في الابتهال إلى الله والدعاء ويؤدون صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذان والقامتين يشرعون في النفور من عرفة متوجهين إلى مزدلفة المحطة الثانية لهم ، حيث يصلون المغرب والعشاء جمع تقصير و يجمعون الحصيات استعدادا للتوجه في اليوم ال 10 من ذي الحجة إلى منى لأداء صلاة الصبح .
وفي فجر اليوم الأول لعيد الأضحى يشرع ضيوف الرحمن بأداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات ومنه الحلق والتقصير والتحلل الأصغر ونحر أضحية العيد ثم القيام بطواف الإفاضة والسعي ثم العودة إلى منى للمبيت بها.
أما في الـ 11 من ذي الحجة وهو أول أيام التشريق وثاني أيام العيد يرمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث بدءا بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى .
وأمام الحاج أو الحاجة أداء مناسك رمي الجمرات الثلاث طوال أيام التشريق الثلاث التي تبدأ من ثاني أيام العيد،حيث يجوز للمتعجلين الاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط.
وفي اليوم الثاني للتشريق يحمل الحاج 21 حصية ،حيث يرمي في كل جمرة 7حصيات الصغرى فالوسطى ثم الكبرى ويكبر الله .
وفي اليوم الثالث للعيد يرمي الحاج 21 حصية ويعود إلى منى للصلاة، وبعد الانتهاء من رمي الجمرات والخروج من مشعر منى يتجه الحجاج نحو المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي،فيما سيمكث آخرون بمنى لأداء شعيرة رمي الجمرات لليوم الـ 3 في 13 من ذي الحجة من أيام التشريق عملا بقوله تعالى "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه"
استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة
استبدلت كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة اليوم الجمعة بكسوة جديدة وكما جرت العادة في اليوم التاسع من ذو الحجة من كل عام.
وقام منسوبو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإشراف مديرعام المصنع محمد باجودة بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد تمت صناعته من الحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 22 مليون ريال ويصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد فى الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة مخاطة بشكل مربع من الزخارف.
الخطيب آل الشيخ يدعو المسلمين في يوم عرفة إلى اتقاء الفتنة وحماية الدين من المتربصين به
دعا مفتى عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم في خطبة عرفة من مسجد نمرة قبل صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا معشر المسلمين إلى اتقاء الفتنة وطاعة الله وولاة الأمور لحماية دينهم وأوطانهم من المتربصين بها حفاظا على وحدة الأمة.
وحث الخطيب جموع الحجيج الذين توافدوا منذ فجر اليوم (التاسع من شهر ذي الحجة) إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من الحج وكافة المسلمين على "طاعة الله وطاعة ولاة الأمور وتحكيم االشريعة وتعاليم الإسلام بين الناس والابتعاد عن مظاهر الجاهلية الأولى".
وأكد الإمام في خطبته -التي اتبعها المسلمون عبر القنوات الفضائية - على ضرورة تقوى الله والعمل على لم شمل الأمة والاهتمام بالقضايا المصيرية والقيم و"إبعاد كل غريب يريد إفساد أمة الإسلام واتقاء الظلم والتمييز العنصري والفوارق بين البشر".
وحذر من أن "الدين الإسلامي والأوطان والاقتصاد والعقول مستهدفين من طرف أعداء الإسلام وعصابات الإجرام الذين يسعون إلى إضعاف قوة المسلمين بعدما كانوا خير أمة أخرجت للناس"مستشهدا بأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هذا ودعا ولاة أمور المسلمين والمسؤولين إلى الحفاظ على الأمة ومصالحها وقال "اتقوا الله في أنفسكم وفي شعوبكو وبلادكم ودينكم فكلكم مسؤول عما أوكل إليه".
واعتبر أن"القتال الذي تشهده بلاد الإسلام وسفك الدماء وتدمير الأوطان وتهجير للناس"هو ما يعرف ب"الفوضى الخلاقة" التي"يرعاها أعداء الإسلام وهذا الفساد تنيجة دنوبنا ومعاصينا وبعدنا عن الكتاب والسنة".
وحسب الإمام فإن "مبدأ كل الشعائر وعنوان استقامة الأمة وصلاحها هو حقن الدماء وصون النفوس فقتل النفس بغير حق إرهاب ظالم وعدوان غاشم وفساد والله لايحب المفسدين".
وقصد حماية الأمة الإسلامية دعا إلى "صون مناهج التعليم فخير وسيلة للعودة لله تربية الأجيال الصاعدة على مبادئ العقيدة والأخلاق الفاضلة".
وفي هذا الصدد دعا رجال الإعلام إلى لعب دور فعال في حماية الدين من خلال نقل الحقائق بصدق وكما هي في الواقع.
وناشد رجال الأمن رجال الأمة "صمام الأمة وحماة الحدود والاستقرار إلى اتقاء الله في أنفسهم والإخلاص في أعمالهم".
ودعا إلى اغتنام فرصة يوم عرفة الذي تصادف وقوعه هذا العام مع عيد آخر للمسلمين وهو يوم الجمعة إلى"الدعاء وطلب المغفرة"داعيا المسؤولين والشعوب العربية والإسلامية إلى"الوحدة للوقوف ضد أعدائهم ومؤيدي الفتنة".