لا يزال المجتمع الجزائري يعاني من انعكاسات 132 سنة من العنف الذي تعرض له على يد الاستعمار الفرنسي حسب ما أشار إليه اليوم الثلاثاء بتيزي وزو أستاذ في علم الاقتصاد بجامعة تيزي وزو زوغيلي محند أمقران.
ففي تدخله خلال لقاء حول " العنف سلاح الاستعمار و تأثيره على تطور المجتمع" المنظم من طرف جمعية " فام أكتيف" (المرأة الناشطة) في إطار إحياء الذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير الوطني أكد المحاضر أن " تدمير نظام القيم و الإنتاج للمجتمع الجزائري قبل الاحتلال و استبداله بنظام آخر لمدة تزيد عن القرن كانت له انعكاسات سلبية على تطور المجتمع الجزائري لما بعد الاستقلال".
و أفاد في هذا السياق بأن " المجتمعات المحتلة الفاقدة لنظام القيم سرعان ما تصبح عرضة لليأس و العنف" لافتا إلى أنه " علاوة عن العنف الجسدي الذي تعرض له الشعب الجزائري على يد الاحتلال فإن تدمير القيم الثقافية و الدينية و الاقتصادية والقانونية التي كانت تسير المجتمع وسط انسجام و تماسك كلي و تجريد الشعب من لغته و دينه و اقتصاده و أرضه تولد عنه مع الاستقلال مجتمع يعاني من صدمات و فاقد لمعالمه".
وأشار في هذا الإطار إلى أن " مرحلة العشرية السوداء التي واجه الشعب الجزائري خلالها مرحلة جديدة من العنف لم تعط الوقت الكافي للمجتمع لإعادة بناء ذاته حول هوية جزائرية".
و يرافع زوغيلي في هذا السياق من أجل تكثيف المناقشات و التفكير في وضع برنامج تعليم حول موضوع العنف المتعدد الأشكال الذي عاشه الجزائريون خلال فترة الاحتلال بغرض " تمكين المجتمع من مراجعة النفس و التوصل إلى مرحلة انتقال نحو نموذج مجتمع قائم على الإنسانية و الاحترام بين المواطنين و استرجاع نظام القيم الجزائرية."
المصدر : الإذاعة الجزائرية