هي قصص رويت ولم ترو ففي أربعين ساعة على متن حافلة من الجزائر إلى تمنراست، عائشة الطفلة الصغيرة صاحبة العشر سنوات، خالد صاحب العشرين سنة وخديجة أم لثلاثة أطفال تجاوزت العقد الثالث من عمرها، كلهم بحكايتهم بالرغم من صعوبة التواصل معهم ، إلا أنهم أجمعوا أن الظروف القاسية هي من جلبتهم إلى الجزائر،أما الآن فقد اقتنعوا بضرورة العودة.
الطفلة عائشة التي سرقت الأنظار منذ انطلاق الرحلة من زرالدة إلى تمنراست،لأنها الوحيدة التي تتكلم العربية باللهجة الجزائرية وتعرف الجزائر بقراها ومداشرها لأنها احترفت التسول مهنة تراها الأقرب لجمع المال الذي يسكن بطنها وبطون أفراد عائلتها .
هي الآن بمركز العبور بتمنراست وأصبحت صديقة الكل من الشرطي إلى الدركي حتى الأطباء،عائشة فاجئناها عندما سألناها لماذا ستغادرين الجزائر، خالد هو الأخر يحب الجزائر،لأنها قدمت له الكثير وكان يعيب على أبناء جلدته نكران المعروف.
أما خديجة التي تحمل على ظهرها رضيعا وعلى صدرها صبيا وبيدها تقود طفلتها كانت الأكثر بشاشة خلال الرحلة ، عندما إلتقتنا في المركز عند المسار جاءت لنا وأخرجت كلمات من قلبها لعلها أرادت من ذلك رسالة.
318 رعية تخفي قلوبهم أسرار كثيرة ، فهناك من تفضحه عيونه وهناك من يفضحه لسانه، قصص في أربعين ساعة على متن الحافلة من الجزائر إلى النيجر.
المصدر : الإذاعـــة الجزائريــة