غادر الرئيس التشادي إدريس ديبي إنتو، اليوم الاثنين، الجزائر بعد زيارة دولة استغرقت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وكان في توديعه بمطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من أعضاء الحكومة.
وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أجرى مباحثات مع السيد إنتو أمس الأحد بالجزائر العاصمة.
وجرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح والوزير الاول عبد المالك سلال و وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية احمد اويحيى و اعضاء من الحكومة.
و أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي اتنو اليوم الأحد بالجزائر العاصمة على تطابق وجهات النظر بين بلده و الجزائر حول تسوية أزمتي ليبيا ومالي.
وصرح ديبي للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن "وجهات نظر الجزائر و تشاد حول مسألتي ليبيا و مالي متطابقة".
و بخصوص ليبيا أوضح السيد ديبي أن "جميع بلدان الجوار مطالبة بوضع أجندة موحدة لمساعدة هذا البلد" معتبرا أن عدة أجندات من خارج المنطقة "تعيق الحوار بين الليبيين".
كما أشار الرئيس التشادي إلى ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين بدعم جهود بلدان جوار ليبيا من اجل إيجاد تسوية سياسية للازمة في هذا البلد.
وتابع قوله أن "الليبيين مطالبين بالحديث مع بعضهم و إيجاد خطة تسمح لهم بالتقارب أكثر فيما بينهم و إنشاء ليبيا جديدة موحدة و ديمقراطية".
أما بخصوص مالي فقد أكد السيد ديبي أن بلاده "تدعم" جهود الجزائر من اجل تسوية الأزمة التي يعرفها هذا البلد.
وأضاف أن "تشاد يشجع الجهود التي تقوم بها الجزائر من اجل التوصل إلى حل أزمة مالي حيث أن جميع الآمال منصبة على الجزائر".
من جانب آخر أكد الرئيس ديبي انه تناول مع رئيس الدولة العلاقات الجزائرية التشادية و سبل تعزيزها.
كما ابرز أن "الجزائر و تشاد الذين يعود تاريخ علاقاتهما إلى سنوات الستينات يجمعهما تعاون واسع في عديد المجالات" مذكرا بان البلدين كانا قد وقعا في مارس 2014 بنجامينا على عدد هام من الاتفاقات في إطار اللجنة المختلطة تتعلق بالمبادلات التجارية و النقل و الثقافة.
و خلص في الأخير إلى القول بأنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة إلى مشروع الطريق العابر للصحراء و كذا خط الربط بالألياف البصرية و أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر التي تندرج في إطار مبادرة آلية النيباد (الشراكة الجديدة من اجل التنمية في إفريقيا).
و كان الرئيس ديبي تحادث إتنو صبيحة اليوم مع رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة و مع الوزير الأول عبد المالك سلال.
وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أن الجزائر وتشاد تعملان من أجل ترسيخ الحوار السياسي في ليبيا والتخلي عن العنف.
وأوضح ولد خليفة في تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه بالرئيس التشادي إدريس ديبي أن "المحادثات انصبت أيضا حول الوضع في ليبيا" مضيفا بالقول "إننا نعمل جميعا على أن يكون هناك حوار سياسي والتخلي عن العنف والصراع الذي يدمر هذا البلد".
وذكر ولد خليفة أن الجزائر "تجمعها بالشعب الليبي علاقات تاريخية وثيقة وهي تعمل على أن يخرج هذا البلد من هذه الوضعية في أقرب وقت وأن يختار نظامه دون تدخل أجنبي".
وأبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الجزائر "تقوم بجهد كبير في تحقيق الاستقرار والأمن في بلدان الجوار وعلى مستوى القارة الإفريقية".
كما أشار إلى أن الجزائر وتشاد تواجهان نفس التحديات الأمنية, مؤكدا عزم البلدين على العمل من أجل "انتصار إرادة الحوار السياسي في مالي".
من جهة أخرى أكد ولد خليفة أن زيارة الرئيس التشادي إلى الجزائر ترمي إلى تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين التي وصفها ب"الجيدة على مدار التاريخ" مضيفا أن المحادثات بين الجانبين تطرقت إلى مختلف مجالات التعاون بين البلدين, حيث تم التفاهم --كما قال-- على إنشاء لجنة صداقة وتعاون بين برلماني البلدين.
و أقام رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مساء اليوم الأحد بإقامة جنان الميثاق بالجزائر العاصمة مأدبة عشاء على شرف الرئيس التشادي إدريس ديبي اتنو.
وحضر المأدبة إطارات سامية في الدولة و عدد من أعضاء الحكومة و ممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
المصدر : الإذاعة الجزائرية