سلط برنامج "ساعة نقاش" للقناة الإذاعية الأولى في عدده لهذا الأحد، الضوء على الضمانات التي يقدمها المختصون و الخبراء بشأن عمليات استكشاف الغاز الصخري ردا على مخاوف المواطنين في الجنوب من نفاذ المياه الجوفية و التلوث البيئي الذي قد تتسبب به المواد الكيميائية المستعملة مع المياه الضاغطة و من الانشقاق الهيدروليكي نتيجة الحفر بالطريقة الأفقية و تلوث المياه الجوفية.
وقد أكد الخبير في الشؤون البيئية مهماه بوزيان، أن المعطيات العلمية الموثوقة تقول بأن سكان عين صالح يزودون بالماء الشّروب القادم من حوض في الشمال و هو منفصل تماما عن الحوض الموجود في جنوب عين صالح الذي يعول عليه في عمليات الحفر بسبب ملوحة مياهه و عدم صلاحيتها للشرب.
وقال إن تدفق الأحواض بحسب الحقائق الجيولوجية يتجه دائما نحو الجنوب و ليس الشمال و انه إذا افترضنا حدوث تلوث للمياه فإن هذا الأخير سيتحرك في اتجاه التدفق و ليس العكس و هو ما يعني أن الحوض الموجود في الشمال (مصدر تزويد سكان الجنوب) سيكون في مأمن من أي تسمم.
وعاد الخبير مهماه ليؤكد أن المواد الكيميائية المستعملة مع المياه الضاغطة أثناء الحفر، هي أقل تركيزا من تلك المستعملة في بعض الأدوية كالبراسيتامول بما يعني أنها أضعف من أن تشكل تلوثا بيئيا.
من جانبه يرى رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني أحمد سعداني، أن نقص المعلومة لدى المواطن هي التي تثير هذه الهواجس و المخاوف و انه لا بد من إشراك المختصين لرفع اللّبس.
و قال إن الشروحات التي قدمها المختصون حول استفهامات سكان الجنوب حول الموضوع، أكدت أنه لا خطر على المياه الجوفية من مشروع استغلال الغاز الصخري، بدليل استخدام الجزائر لتقنية التكسير منذ 10 سنوات بحاسي مسعود دون تسجيل أية مشاكل بيئية او صحية على سكان المنطقة، مضيفا أن دولا كثيرة مثل امريكا بدأت في استغلال الغاز الصخري منذ 1820 و ان التكنولوجيا نجحت في تعديلها و تطويرها بما تقتضيه السلامة البيئية و الصحية.
و أكد احمد سعداني، ان وفدا عن المجلس الشعبي الوطني سيقوم بزيارة ميدانية لعين صالح لتتبع سير الأمور و مراقبة العمليات التقنية عن كثب مرفوقين بمختصين في المجال و ان هذه المراقبة ستستمر خلال كل مراحل هذا المشروع الضخم.
و اضاف، ان استغلال الغاز الصخري يعتبر اكبر تحد ترفعه الجزائر لضمان مستقبل الأجيال القادمة ..
من جانبها ذكرت ممثلة عن وزارة البيئة، ياسمينة عطافي، أن التكسير الهيدروليكي الذي يشكل الهاجس الأكبر لسكان الجنوب بحاجة إلى توضيح، مؤكدة أن القائمين على المشروع يراعون استبعاد الحفر و التنقيب في المواقع ذات التشقق الكبير و الثغرات و أن هذه المواقع يتم تحديدها في مرحلة الاستكشاف الحالية.
فيما يتعلق بانشغال المواطن من تأثير المواد الكيميائية على صحته و بيئته، أكدت المتحدثة أن الجزائر تعتزم استخدام ما يسمى بالكيمياء الخضراء رغم تكلفتها الباهضة.
وأكدت ان سلطة ضبط المحروقات مجبرة على تقديم دراسات تأثير البيئة حين يتعلق الأمر بهذا النوع من المشاريع، موضحة ان هذه الدراسات ليست مجرد وثيقة تقنية و إنما إجراء قانوني يخضع لتحقيق من طرف كل الفاعلين على مستوى الولاية و المستوى المركزي مرفوقا بتحقيق عمومي مع المواطنين و إشراكهم بعد الاطلاع على دراسات تأثير البيئة، في اتخاذ القرارات التنموية.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية