يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم الخميس بالقاهرة اجتماعا تشاوريا على مستوى المندوبين الدائمين بناء على طلب من الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي وذلك للتشاور حول عملية الاغتيال الوحشي للطيار الأردني معاذ الكساسبة و الهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء ومقتل عدد من جنود وضباط القوات المسلحة والشرطة والمدنيين المصريين.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أصدر بيانا الليلة الماضية أدان فيه بأشد العبارات الجريمة الشنعاء التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في حق الطيار الأردني معاذ الكساسبة واعتبر الأمين العام أن هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى.
كما أعرب العربي عن أسفه لتخاذل مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن الاضطلاع بمسؤولياتهما في اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي الذي يمعن في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، داعيا المجتمع الدولي ،مجددا ،إلى الوقوف على قلب رجل واحد من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب الخطيرة التي أصبحت تهدد السلم والأمن الدوليين.
العاهل الأردني يتوعد تنظيم الدولة برد قاس
من جهته، توعد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تنظيم الدولة خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في الجيش برد قاس مؤكدا أن دم الطيار معاذ الكساسبة الذي قتلته داعش "لن يضيع هدرا".
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله الذي قطع زيارته للولايات المتحدة الأمريكية قوله إن "رد الأردن وجيشه على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة".
وأضاف "أننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية، وأن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة، وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم".
وحث ملك الأردن شعبه أن يقفوا صفاً واحداً ضد الجماعات التخريبية مبيناً أن ما قامت به جماعة داعش الإرهابية لا يمثل الإسلام وسماحته ولافتاً في الوقت نفسه أن الشهيد معاذ هو فقيد الأمة الإسلامية عامة وليس عائلته فقط.
إدانات دولية على مقتل الطيار الأردني حرقا
هذا و صدرت ردود فعل عربية ودولية واسعة على مقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة. وكان تنظيم الدولة الاسلامية بث مقطع فيديو يبدو أنه يصور قتل الكساسبة، حيث ظهر فيه شخص داخل قفص تلتهمه النيران.
واستنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بشدة ما وصفه بـ "العمل الإرهابي الخسيس" الذي أقدم عليه تنظيم "داعش الإرهابي الشيطاني" من حرق الطيار الكساسبة.
وأدان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مقتل الكساسبة قائلا إن "هذه الجريمة النكراء تمثل تصعيدا وحشيا من قبل الجماعة الارهابية التي اتضحت أهدافها".
وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقتل الكساسبة، وأكد بيان للرئاسة المصرية "مساندة مصر ووقوفها إلى جانب الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف كافة الشرائع السماوية".
وقالت الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إنها تدين مقتل الكساسبة ووصفته بأنه "عمل إجرامي يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة، ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية".
وصدرت ادانات دولية من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن إعدام الكساسبة بإحراقه حيا "عمل مروع".
وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة إن بان كمون يعرب عن "تضامنه مع الحكومة والشعب الأردنيين"، ودعا إلى "مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الامريكي برناديت ميهان في بيان صادر عن البيت الأبيض "ندين بشدة أفعال تنظيم الدولة الاسلامية، وندعو إلى إطلاق سراح جميع من تأسرهم"، وأكدت "تضامن" بلادها مع حكومة وشعب الأردن.
كما أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان صادر عن الرئاسة ما أسماه "الاغتيال البربري" الذي راح الكساسبة ضحية له، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني.
وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن مواساته لعائلة الكساسبة، وقال "نحن مصدومون بشكل عميق من مقتل الطيار الأردني على يد قوات الإرهاب البربرية لتنظيم الدولة.