ستعطى إشارة انطلاق تصوير الفيلم الطويل "العربي بن مهيدي" يوم الأربعاء المقبل بأعالي الجزائر العاصمة حسب ما أعلن عنه يوم الثلاثاء بأم البواقي وزير المجاهدين الطيب زيتوني.
وسيتم تصوير المشاهد الأولى من هذا الفيلم الطويل الذي أسند إخراجه لبشير درايس بفيلا سيزيني (المعروفة باسم فيلا سوزيني) حيث تم تعذيب و اغتيال الشهيد العربي بن مهيدي حسب ما أضافه الوزير الذي أشرف بأم البواقي على إحياء الذكرى ال 58 لاستشهاد بن مهيدي.
كما أكد زيتوني بأنه سيتم عرض هذا الفيلم الذي سيستكمل تصويره خلال السنة الجارية بأم البواقي ثم عبر جميع أنحاء الوطن على أن يتم عرضه بقسنطينة في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015".
وقال وزير المجاهدين بأن المنزل المتواضع الذي ترعرع فيه العربي بن مهيدي "يرمز للتواضع و أيضا للقيمة الكبيرة للرجال و النساء الذين زعزعوا أركان المستعمر."
و أضاف الوزير خلال زيارته للمنزل الذي شهد طفولة ابن مهيدي بدوار الكواهي بالقرب من عين مليلة بولاية أم البواقي بمناسبة إحياء الذكرى ال58 لاستشهاده "عندما نتطرق إلى الشهيد العربي بن مهيدي و كفاحه من أجل الاستقلال يتبادر إلى ذهننا تاريخ
الجزائر و بيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام في نفس الوقت مع ماضي و حاضر و مستقبل بلادنا".
و بعد أن ذكر بأن إحياء ذكرى تضحيات الشهداء الذين وهبوا دمهم من أجل أن تحيا الجزائر حرة و مستقلة علاوة على الاحتفال بالمراحل الهامة التي ميزت الثورة التحريرية يأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يرغب في جعل الأجيال الشابة تنهل من جيل نوفمبر شدد زيتوني على وحدة جميع الجزائريين.
و أردف الوزير بحضور السلطات المحلية و عديد المجاهدين و أخت ابن مهيدي ظريفة "يتعين علينا تجاوز كل ما يفرقنا و العمل على وحدة جميع الجزائريين من خلال نشر الأمل و الأخوة و التضامن من حولنا مثلما كان يحلم به ابن مهيدي وجميع الشهداء".
و كان الوزير ترحم على روح الشهيد العربي بن مهيدي أمام النصب الذي تم تشييده بدوار الكواهي قبل أن يشرف بعاصمة ولاية أم البواقي على افتتاح ملتقى مخصص لهذا الشهيد الذي تم تعذيبه بوحشية ثم اغتياله بطريقة جبانة بتاريخ 3 مارس 1957 و ذلك بعد أيام قليلة من اعتقاله في 23 فبراير.
وولد العربي بن مهيدي في 1923 بدوار الكواهي و انخرط سنة 1940 في حزب الشعب الجزائري ثم شارك في 1947 في تأسيس المنظمة السرية "أو أس" قبل أن يتم تعيينه في 1952 و عمره لم يكن يتجاوز 29 سنة مسؤولا سياسيا عسكريا على وهران و ضواحيها.
و شارك في تأسيس اللجنة الثورية للوحدة و العمل و كان عضوا في مجموعة ال22 وعضوا مؤسسا لجبهة التحرير الوطني و يعد من بين أحد المهندسين الرئيسيين لاندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954 كما ساهم بشكل فعال في التحضير للمؤتمر الأول للثورة الذي انعقد بتاريخ 20 أغسطس 1956 بوادي الصومام حيث تمت ترقيته إلى رتبة عقيد في جيش التحرير الوطني.
المصدر : الإذاعة الجزائرية