شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته الى مؤتمر الشعوب الافريقية باكرا على ضرورة النهوض بالقارة الافريقية وتعزيز العمل على ضمان الأمن بالقارة في ظل الرهانات الدولية.
واضاف الرئيس بوتفليقة في رسالته التي حملها وزير الشباب عبد القادر خمري الى المؤتمر الثامن لاتحاد الشعوب الإفريقية الذي تجري أشغاله في الفترة ما بين 5 و 7 مارس الجاري بالعاصمة الغانية أكرا، ان الجزائر تتبنى المقاربة التنموية الشاملة لضمان عالم متوازن في ظل الازمات والتحديات الامنية .
و في كلمة ألقاها عند افتتاح هذا المؤتمر أوضح خمري أن "خيار وحدة افريقية مجددة يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى كسبيل ضروري يجب علينا إتباعه حتى نتموقع في محفل الأمم و إخراج قارتنا من آفة التأخر و تبعاتها مثل اللاامن و عدم الاستقرار و الفقر و المجاعة و سوء التغذية".
و أضاف "أن ذلك لا يتعلق فقط بكرامة الإنسان الإفريقي و حقه في حياة كريمة و إنما يتعلق الأمر أيضا بمسالة الأمن الوطني للبلدان و مستقبل قارتنا". كما أكد على أن "النقاش الذي يجمعنا اليوم يستدعي كذلك أن يكون مناسبة لتبادل تجاربنا الوطنية الخاصة من اجل محاولة استخلاص الدروس التي من شانها أن تعود علينا بالفائدة المشتركة".
و أشار الوزير بهذه المناسبة إلى التجربة الجزائرية "التي تجعلنا نؤكد اليوم بأنه لا يمكن أن يكون هناك نمو و تنمية دون سلم واستقرار". و تابع السيد خمري يقول أن "هذا التأكيد موصول بحصيلة ذاكرة الأحداث الأخيرة و أخرى اقل معايشة من بلدي...يسمح لنا اليوم بان نكون عنصرا للسلم و الأمن و أن نقدم أنفسنا كمسهلين ذوي مصداقية و فعالية للتكفل بالأزمات التي تشهدها إفريقيا لأننا نحترم سيادة حرية الشعوب و على قناعة بايجابيات الحوار الديمقراطي و المصالحة".
مكفاحتنا للارهاب و ضد كافة اشكال العنف من اجل الحفاظ على الوحدة الترابية للبلدان و حرية اختيار الشعوب نابعة من فلسفة حركتنا الوطنية".
وقال ان " منذ 15 سنة باشرت الجزائر مسار تحديث نمط حكامتها تجمع فيه بين متطلبات النمو الاقتصادي و التنمية البشرية و الاجتماعية" مبرزا الدورالاساسي للنساء والشباب.
و اكد وزير الشباب ان "الجميع يدرك المشكل الذي يطرحه نقص الامكانيات فيما يخص طموحنا الى وحدة افريقية عصرية مؤثرة واضحة و فعالة تمكن افريقيا من مواصلة مشروعها المتعلق بالتنمية الداخلية و الاندماج في العولمة".
و اضاف يقول " كما اننا جمعينا واعون بان مسؤولية تجسيد هذه الطموح تعود في المقام الاول الى الافارقة انفسهم".
و يرى خمري " ان هذا الواقع المزدوج لا يعفي شركاء افريقيا من دعم جهود قارتنا من اجل تحقيق التنمية المستدامة و ضمان امكانيات تحسين ظروف معيشة شعوبها".
و خلص الى القول بان " هؤلاء الشركاء و المجتمع الدولي برمته مطالبون اكثر من اي وقت مضى بالوفاء بالتزاماتهم بمرافقة افريقيا لتحقيق ذلك".
و ينظم هذا المؤتمر --الذي يتزامن مع الذكرى 58 لعيد استقلال غانا-- تحت شعار "العالم الإفريقي الذي نريده : بناء حركة شعبية لتحويل هيكلي و صحيح و بمسؤولية و تضامن مع إفريقيا".
للإشارة, انعقد أول مؤتمر لاتحاد الشعوب الإفريقية في فيفري 1919 بباريس "و كان الهدف منه هو تحرر الشعوب الإفريقية فكريا و اقتصاديا و سياسيا, مما ساهم فيما بعد في جعل الحركة الإفريقية أكثر شعبية و أكثر مساهمة في تحرر الشعوب الافريقية".
و تعد الذكرى الخمسون لإتحاد الشعوب الإفريقية "فرصة لرؤساء الدول و الحكومات الإفريقية للعمل مع الجاليات المنتشرة عبر دول العالم لتحقيق رؤية مشتركة لوحدة الشعوب الافريقية", يوضح المصدر ذاته.