تميز افتتاح الطبعة ال 47 لعيد الزربية (السجاد) الذي تحييه سنويا عاصمة وادي ميزاب (غرداية) هذا الخميس بتنظيم موكب يضم حوالي عشرين عربة مزينة بأجود وأفخر الصناعات التقليدية على رأسها الزربية.
كما إزدان العرض الافتتاحي لهذا الموكب الخاص بعيد الزربية الذي أعطت إشارة انطلاق فعالياته وزيرة السياحة والصناعات التقليدية السيدة نورية يمينة زرهوني بصور جميلة صنعتها فرق فلكلورية تنحدر من مختلف مناطق الولاية وتبرز ثراء وتنوع الموسيقى والألحان المحلية.
وقد بعثت العربات المزينة بالزرابي التقليدية التي جابت في موكب رائع جزءا من الطريق الوطني رقم واحد العابر لحي بوهراوة على مستوى المدخل الشمالي لمدينة غرداية تحت تصفيقات الجمهور وبحضور أيضا الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية السيدة عائشة تاغابو البهجة والسرور في قلوب سكان غرداية وضيوفها حيث كشفت عن التراث الشعبي الفاخر والأصيل.
وتمثل هذه الطبعة ال 47 لعيد الزربية فرصة لإعادة بعث أنشطة الصناعة التقليدية والسياحية عبر منطقة غرداية التي تعرف توافد عديد السياح وزوار آخرين حيث سيسمح هذا الحدث لعديد السكان من ترويج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية حسب المنظمين.
ويرغب المشاركون من خلال كل عربة مزينة بزربية إبراز دور المرأة في ترقية الصناعة التقليدية وكشف تراث أصيل ومتميز لفن وإبداع ومهارة وإتقان المرأة الخاص بكل منطقة والمتوارث من جيل إلى جيل. واستنادا للمنظمين تمثل هذه التظاهرة فضاء لإبراز مهارة وإبداع حرفيي ولاية غرداية والجزائر ككل حيث تشكل الأعمال ''تراثا ثقافيا أصيلا'' كما تشكل فرصة لتثمين أهمية ودور الحرفي في المجتمع من خلال الإسهام في المحافظة على الزربية التقليدية والإبقاء عليها وإعادة تثمينها.
"تمثل الزربية فخرا لكل النساء" وفقا لما أوضحهعضو من لجنة تنظيم الطبعة ال 47 لعيد الزربية لافتا إلى أنه ''تم حياكة هذا المنتج الحرفي بأنامل ذهبية تفننت في إضفاء لمسات عصرية تجمع بين طابع الأصالة والإبداع للتراث الثقافي الجزائري الثري والأصيل''.
كما تسمح هذه التظاهرة للزوار بالتمتع بمشاهدة تراث كل من غرداية والقرارة (المنطقة السهبية) والمنيعة (منطقة العرق) مرورا بمتليلي والمحطة الحموية لزلفانة دون نسيان بريان حيث تشكل صورة حقيقية متعددة الثقافات لثراء التراث الوطني الأصيل والمنقول عبر الأجيال.
"ويطمح من خلال هذا العيد إحياء الأمل والتفاؤل في نفس المرأة الريفية الغرداية من خلال ما تبدعه أناملها وتتفنن به في اختيار ألوان وأنواع الزرابي التي تحيكها" مثلما أشارت إليه السيدة حدة حائكة زرابي بغرداية. ومن خلال هذا الحفل تضع منطقة غرداية لبنة جديدة بهدف تعزيز مكانتها كوجهة سياحية بامتياز تزخر بقدرات طبيعية ومعمارية وثقافية هائلة تجسدت في تنوع إبداعات الصناعة التقليدية لاسيما حياكة الزرابي التي تقترحها على الزوار الذين يتوافدون عليها بالآلاف من مختلف أرجاء الوطن حسب ما أشار إليه السيد عبد القادر مسير مؤسسة فندقية بغرداية.
وقد طبع عيد الزربية مع مرور السنين في ذاكرة السكان والعادات الثقافية للغرداويين حسب ما أوضحه مدير الثقافة بالولاية السيد إبراهيم عدون. ويندرج ضمن هذه التظاهرة المنظمة إلى غاية 31 مارس الجاري والتي تصادف العطلة المدرسية الربيعية برنامج يتضمن عدة نشاطات ثقافية متنوعة ومختلفة إلى جانب معرض لبيع منتجات مختلف الجمعيات والمؤسسات المصغرة المستحدثة من طرف النساء في مجال الصناعة التقليدية إلى جانب متربصي مراكز التكوين المهني وذلك على مستوى قصر المعارض الكائن بحي بوهراوة.
وستشرف في هذا السياق وزيرة السياحة والصناعات التقليدية مساء اليوم على إفتتاح هذا المعرض لبيع منتجات الصناعة التقليدية والذي يشارك فيه نحو 150 حرفي يمثلون 30 ولاية من الوطن.