استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة امس الثلاثاء بالجزائر العاصمة نظيره الجنوب الإفريقي جاكوب زوما قبل أن تتوسع المحادثالت لوفدي البلدين.
وجرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى والفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل.
و عقب المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكد الرئيس زوما أن "جنوب افريقيا تعتبر الجزائر شريكا استراتيجيا في منطقة شمال افريقيا و نعمل من أجل أن تنعكس العلاقات السياسية الثنائية في الميدان في المجالين الإقتصادي و التجاري" و وصف رئيس جنوب إفريقيا الجزائر بالشريك "الاستراتيجي" لبلده في شمال افريقيا مؤكدا على الطابع "التاريخي" للعلاقات التي تربط البلدين و الشعبين.
و أكد زوما أن هناك "فرص متعددة" لتعزيز العلاقات التجارية و الإستثمار بين البلدين مؤكدا أن عددا من رجال الأعمال الجنوب افريقيين يرافقون الوفد الذي يترأسه.
و بعد أن اعتبر زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر ب"الناجحة" أوضح أن البلدين التزما "بتعميق أكثر فأكثر" علاقاتهما الثنائية.
و أضاف رئيس جنوب افريقيا أنه "يتعين علينا العمل أكثر للتمكن من تعزيز شراكتنا أكثر فأكثر و لهذا قمنا بالإلحاح على وزرائنا للعمل في هذا الإتجاه".
و أكد زوما أن البلدين اتفقا على تنظيم لقاءات و مباحثات "منتظمة" بين مسوؤلي البلدين حول المسائل ذات الإهتمام المشترك معربا عن ارتياحه لنتائج التعاون في عدة مجالات لا سيما العلوم و التكنولوجيات و الفنون و الثقافة و الدفاع و الأمن.
و ذكر بأن المشاورات التي قامت بها فرق العمل الستة ببريتوريا الأسبوع الماضي قد سمحت بتحديد مجالات تعاون أخرى منها التعليم العالي و البحث العلمي و التكوين و الأشغال العمومية و السكن و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و النقل و الشغل و السياحة و الطاقة.
و بعد أن شدد على الطابع "العريق" للعلاقات الثنائية أكد السيد زوما أن الجزائر و جنوب افريقيا تتقاسمان "علاقات تارخية بالغة الأهمية تعود إلى فترة كفاح الشعوب من أجل التحرر ضد الإستعمار و الأبارتيد".
و أضاف أن "البلدين التزما بالحفاظ على علاقاتهما و تعميقها من خلال تصور مشترك من أجل قارة يسودها السلم و الرقي بغية وضع نظام عالمي أكثر إنصافا و عدلا".
و أشار إلى أن محادثاته مع الرئيس بوتفليقة كانت "جد بناءة" حول العديد من المسائل الإقليمية و الدولية مضيفا أنه تطرق خاصة إلى مسألة الصحراء الغربية و قال "أعربنا عن ارتياحنا للقرار الذي اتخذه مجلس السلم و الأمن للإتحاد الإفريقي حول الوضع بالصحراء الغربية الذي تمت المصادقة عليه في 27 مارس 2015".
كما "أشاد" بمبادرات الرئيس بوتفليقة و الجزائر الرامية إلى ترقية السلم و الأمن في المنطقة و كذا بإلتزام الجزائر بمواصلة وساطتها بمالي و ليبيا.
و أشار في ذات السياق إلى أن الجزائر و جنوب افريقيا جددتا "إدانتهما لكل أشكال الإرهاب" ملحا على ضرورة مواصلة التعاون في مجال مكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان.
من جهة أخرى و بمناسبة الذكرى ال70 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة تبادل الرئيسان وجهات نظرهما حول عملية إصلاح المنظومة الأممية و اتفقا على مواصلة مشاورتهما على مستوى الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي من أجل وضع نظام حكامة عالمي "أكثر ديمقراطية و إنصافا".
وكان الرئيس الجنوب إفريقي قد شرع أمس الاثنين في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.