بدأت فرص الهدنة الإنسانية تتعزز في اليمن سيما بعد أن وافقت جماعة أنصار الله الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي على اقتراح سعودي لهدنة خمسة أيام في البلاد ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل ، وذلك بعد سبعة أسابيع من الغارات والحصار الجوي والبري الذي فرضته قوات التحالف العربي على اليمن.
وفي بيان لهم أبدى الحوثيون وكذا أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليوم الأحد موافقتهم على الهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية بداية من يوم الثلاثاء المقبل لتمكين إيصال الإمدادات الإنسانية لهذا البلد ضحية التدخلات الخارجية من جهة و الاختلالات السياسية و الأمنية من جهة أخرى.
و في هذا الشأن أكدت جماعة أنصار الله الحوثي في بيان لها أنها "ستتعامل بإيجابية مع أي جهود أو دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع المعاناة عن الشعب اليمني والسماح للمساعدات الإنسانية والإمدادات والسفن بالدخول إلى اليمن".
كما طالبت ب"رفع ما وصفته بالحصار عن اليمن وضمان وصول الإمدادات والمساعدات" مشددة على "ضرورة استئناف الحوار الذي كان قائما بين القوى السياسية اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة من النقطة التي توقف عندها".
هذا و رحب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس السياسي للجماعة حسين العزي ب"أي هدنة إنسانية تنهي الحصار وتسمح لوسائل النقل والسفن بدخول المساعدات الإنسانية".
وكان موقف حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح موازيا لقرار الحوثيين حيث رحب أعضاؤه في اجتماع طارئ لأمانته العامة بالهدنة وأكدوا أن "المؤتمر حزب مؤسسي له هيئاته التنظيمية وهى صاحبة القرار والوحيدة للتعبير عن مواقفه وأن أي مواقف تصدر من غير هيئاته في الداخل ممثلة في لجنتيه العامة والدائمة لا تعبر عنه وهي المخولة بتكليف من يتحدث باسم المؤتمر أو يمثله في الداخل أو الخارج".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير قد أعلن أول أمس الجمعة عن هدنة إنسانية في اليمن ستبدأ يوم الثلاثاء القادم وتستمر خمسة أيام، وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس يوم الجمعة الماضي أكد الجبير أن الهدنة ستنتهي في حال لم تلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق .
تواصل موجة العنف في اليمن قبيل الهدنة
قصفت طائرات التحالف العربي اليوم الأحد منزل الرئيس اليمني السابق ما دفعه للظهور بالعاصمة والدعوة إلى مواجهة على الأرض حيث نقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان ان "مقاتلات التحالف شنت اليوم ثلاث غارات جوية استهدفت منزل صالح في شارع صخر وسط صنعاء".
وفي تطورات أخرى سقط قتلى وجرحى من الحوثيين في اشتباكات اندلعت اليوم بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمسنودة بلجان المقاومة الشعبية من جهة و الحوثيين من جهة أخرى بمحافظة عدن جنوبي البلاد.
وذكرت مصادر محلية بالمحافظة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين في منطقة صلاح الدين غربي المحافظة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين لم يعرف عددهم
في سياق آخر شنت الطائرات التابعة لقوات التحالف اليوم غارات جوية مكثفة على لواء عسكري موالي للمسلحين الحوثيين بمحافظة أبين جنوبي اليمن.
تواصل الحصار يؤثر على الوضع الإنساني في اليمن
بات الوضع الإنساني في اليمن بعد سبعة أسابيع من الحصار الجوي والبري الذي تفرضه قوى التحالف "مقلقا" و أبرزت الأمم المتحدة أن القتال والحصار أديا إلى تدهور كبير في مخزون الوقود ما يعرقل توزيع المواد الضرورية على المواطنين العالقين في هذه الحرب.
وقال في هذا الشأن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في بيان "القصف العشوائي للمناطق السكنية سواء بتحذير مسبق أو بدونه يتنافى مع القانون الإنساني الدولي".
هذا وتزايد القلق الدولي إزاء الوضع الإنساني في اليمن بعد أن قتلت الضربات الجوية 1300 شخص ودفعت سكانا إلى الفرار من ديارهم ودمرت البنية التحتية مما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء والوقود.
المصدر: واج