وقعت الجزائر و فرنسا اليوم الثلاثاء بالعاصمة على اربعة اتفاقات شراكة اقتصادية في مجال الصناعة و التكوين و كذا على اتفاقين مؤسسيين. و جاءت هذه الاتفاقات تتويجا لاجتماع التقييم المرحلي للجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية-الفرنسية (كوميفا) التي اسست سنة 2013.
و يتعلق الاتفاق الاول بعقد مساهمة من اجل انشاء شركة مختلطة لانتاج الغاز الصناعي بين كل من المجمع الصناعي العمومي الوطني للصناعات الحديدية "ايميطال" و المجمع الفرنسي "اير ليكيد" و ذلك وفقا لقاعدة 51/49 بالمئة المنظمة للاستثمار الاجنبي بالجزائر.
و يخص الاتفاق الثاني انشاء شركة مختلطة اخرى بين شركة مترو الجزائر (ايما) و المجمع الفرنسي "سيسترا" الذي سيتكفل بالدراسات الهندسية لوسائل النقل الحضري بالجزائر.
اما الاتفاق الثالث فيقضي بدخول الشركة الفرنسية "اوتاك" كمساهم في راسمال الشركة العمومية "ايراغيس" - و هي فرع لمجمع ايميطال- المتخصصة في صناعة انظمة الري المتنوعة الشكل.
و تخص الوثيقة الرابعة اتفاقية شراكة وقعت بين وزارة الصناعة و المناجم و المدرسة الفرنسية "نولدج ماناجمنت" (سكيما) تخص انشاء مدرسة عليا للتسيير بالجزائر.
و من شان هذه المدرسة التكفل بمتطلبات المجمعات الصناعية العمومية الجزائرية في مجال التكوين و كذا بمتطلبات المؤسسات الخاصة.
و ينتظر ان تشرع المدرسة في العمل خلال الثلاثي الاخير من السنة الجارية و ذلك موازاة مع انشاء ثلاث مدارس جزائرية-فرنسية اخرى متخصصة في المهن الصناعية و اللوجيستيك و الاقتصاد الصناعي.
من جهة اخرى وقع السيدان لعمامرة و فابيوس اتفاقين متعلقين بالقوانين الاساسية للمركز الثقافي الجزائري و المدرسة الدولية الجزائرية بباريس.
و كانت الجزائر و فرنسا قد وقعتا في ديسمبر 2012 على "تصريح الجزائر حول الصداقة و التعاون" الثنائي و ايضا على تصريح مشترك حول الشراكة الصناعية و المنتجة.
هذا وأعرب وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس عن ارتياحهما للتقدم الذي عرفه مستوى الشراكة الجزائرية-الفرنسية خاصة في مجال الاقتصاد.
و صرح لعمامرة خلال لقاء صحفي نشطه مع السيد فابيوس قائلا :"نحن نتقدم و نحن راضون بذلك".
و اعتبر لعمامرة ان اتفاقات الشراكة الموقعة"تعد بامتياز دليلا على التقدم المعتبر" للشراكة الثنائية. كما اعتبر "كوميفا" بمثابة "آلية جيدة" لترقية التعاون الثنائي الذي تم تدعيمه إثر زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر في ديسمبر 2012. و تابع الوزير قائلا: "يمكننا بكل ارتياح القول باننا وجدنا المنهجية الملائمة و الادوات اللازمة للمضي قدما في هذه الشراكة الاستثنائية".
من جهته، اعتبر فابيوس بان مسار الشراكة الجزائرية-الفرنسية يعتبر نموذجا "ناجحا" افضى الى "نتائج ملموسة" على غرار مصنع رونو بوهران و مصنع سيتال بعنابة. و تابع الوزير الفرنسي يقول :" بعد سنتين و نصف من العمل المشترك يمكنني القول بان العلاقات الجزائرية-الفرنسية تعد ممتازة في شتى المجالات و بانه لا يمضي اسبوع واحد دون تسجيل تواصل بين المسؤولين و الشركات و المجتمع المدني من البلدين".
و كشف عن زيارة قريبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى الجزائر.