
أشاد المشاركون في الاجتماع العشرين للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة، المنعقد اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، بالتزام الجزائر بمكافحة الإرهاب مع مراعاة حقوق الإنسان.
وفي هذا الإطار اكد رئيس النقابة الوطنية للقضاة جمال العيدوني أن محاربة الارهاب يجب ان تتم باحترام القواعد القانونية الخاصة بذلك حتى لا تمس بحقوق الانسان.
وأبرز العيدوني في كلمة افتتاحية بالتجربة الجزائرية في مكافحة الارهاب، والتي -كما قال- اعتمدت في التسعينيات على "الاسلوب الامني" ثم الاسلوب "القانوني" و المتمثل في "مجموعة اوامر ردعية" و كذا في "ميثاق السلم و المصالحة الوطنية" سنة 2006.
من جانبه أكد مروان عزي رئيس اللجنة القضائية لتطبيق المصالحة الوطنية أن الجزائر اعتمدت في احترامها لحقوق الإنسان سياسة الردع ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية مقابل سياسة الرحمة والتسامح لمن يتراجع عنها من خلال قانون الرحمة (1995) وقانون الوئام المدني (2006).
واشار إلى أن الجزائر حققت نتائج إيجابية من خلال تطبيق التجربة التي تريد العديد من الدول الإستفادة منها.
وشدد المحلل السياسي محمد طيبي على أن الجزائر وازنت في مكافحتها للإرهاب بين القضاء على الظاهرة والحفاظ على حق المواطن في الحياة بفضل قوة الجيش وتماسك الدولة، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية لم تدخل في مواجهات تدميرية كما الحال في سوريا أو ليبيا لكنها استطاعت أن تحتوي الإرهاب وتعزله عن المجتمع وهو، برأيي، أساس القوة.
من جهته استعرض المحلل السياسي مصطفى صايج تجربة الجزائر في المرافعة من أجل احترام آلية تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، معتبرا أن لجوئها لهذه الآلية نابع من قناعتها بانتفاع الجماعات الإرهابية من عوائد الفدية، والمقدرة بنحو 60 مليون دولار دفعتها فرنسا لوحدها في منطقة حسب تعبيره.
و قد تدخلت رئيسة الاتحاد الدولي للقضاة كريستينا كرسبو لتؤكد استعداد الاتحاد لتقديم اي مساعدة بطلب من الاتحادات المنضوية تحت الهيئة التي ترأسها.
كما تدخل رئيس المجموعة الافريقية للاتحاد موسي جون قناي ليتحدث عن خطر الارهاب على الحريات الفردية و حقوق الانسان مشيرا الى ان القارة الافريقية قد "تعاني من ويلات" هذه الظاهرة و من "آثارها الوخيمة" على الاستقرار و الامن و الاقتصاد أيضا.
واضاف انه على الانظمة القانونية في البلدان الافريقية ان تضمن الامن بالتطبيق الصارم للقانون.
بدوره تطرق الامين العام للاتحاد الدولي للقضاة اوبرتو جياكومو الى التجربة الجزائرية في مكافحة الارهاب معتبرا اياها "نموذجا يجب ان تقتدي به كل الدول الافريقية و كل العالم".
للاشارة يندرج الاجتماع في اطار الاجتماعات السنوية للاتحاد الدولي للقضاة لمجموعاته الاربع و يعد الاجتماع الثاني الذي تحتضنه الجزائر.
ويشارك في اللقاء الذي سيسمر يومين قضاة كل دول المجموعة الافريقية للاتحاد البالغ عددها 16 باستثناء الكامرون و البنين و كذا ممثلين عن اتحادات قضاة بلجيكا وفرنسا و ايطاليا.