سلال يؤكد من بسكرة ضرورة تجنيد القوى العاملة في البلاد لمواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني

شكلت زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال هذا الأربعاء لولاية بسكرة ، سانحة لتمرير عدة رسائل مفادها ضرورة تجنيد القوى العاملة في البلاد لمواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني جراء تراجع أسعار النفط في السوق العالمية.
في هذا الشأن دعا السيد سلال في مداخلة لدى افتتاحه اشغال اجتماع الثلاثية (حكومة-نقابة-أرباب عمل) في دورتها ال18إلى تحويل قدرة الجزائر على الصمود أمام تراجع مداخيلها في ظل هبوط أسعار النفط إلى دعامة لتحويل الاقتصاد الوطني.
وقال "إن التسيير الرشيد للمالية العمومية والقرارات الإستباقية المتخذة يمكنان الجزائر من التصدي بشكل أمثل للإنخفاض المفاجئ لأسعار البترول وعلينا الآن أن نحول هذه القدرة على المقاومة إلى دعامة تحول إقتصادنا نحو إنتاج الثروة وخلق مناصب الشغل".
وذكر الوزير الأول في هذا الاطار بالمسار الطويل الذي تبادل فيه الجهاز التنفيذي وجهات النظر مع شركائه ومحاوريه حول حقيقة معطيات الإقتصاد الكلي والوضع المالي للبلاد ، الى جانب تفاصيل الترتيبات المتخذة لمواجهة هذه المستجدات جراء تراجع أسعار المحروقات في السوق العالمية.
وتهدف هذه المساعي --يضيف السيد سلال-- إلى"تجنيد القوى العاملة في البلاد لمواجهة التحديات التي تنتظرنا"، مؤكدا أن العقد الوطني الإقتصادي والإجتماعي للنمو قد توج وفاقا بين أرباب العمل والنقابة والجهاز التنفيذي وسيسمح بدفع عجلة النمو وبناء إقتصاد ناشئ كمحور رئيسي  في البرنامج الرئاسي.
وفي ذات المنحى أوضح أن الدولة عازمة على المضي قدما من أجل تشييد جزائر القرن الواحد والعشرين من خلال بناء"اقتصاد قوي دون تنازلات".
وتابع قائلا بأن الجزائر "لن تفقد توازنها مطلقا مع الرئيس بوتفليقة ، فحكومته هنا من أجل خدمة الشعب والذود عن ديمومة الدولة مهما كان الثمن"، مضيفا بالقول"ونحن ندرك بأن التغييرات ستقابلها مقاومات ومحاولات معارضتها بدافع العادات والمصالح. ومع ذلك، فلا يمكننا الفرار من قدرنا: بناء اقتصاد قوي دون تنازلات".
واستطرد قائلا: "ولا يمكنني أن أتصور بأن هناك جزائريين غير مبالين بمستقبل أبنائهم"، مؤكدا أن "الفرص"المتاحة للشباب في شتى الميادين"فريدة"و"حقيقة ملموسة".
وأبرز في ذات السياق أنه"إذا كان رئيس الدولة شخصيا يثق فيهم ويعلق عليهم آمالا كبيرة فإنه يتعين عليهم أن يكونوا في مستوى عظمة بلادهم من حيث الإبتكار والإبداع وسنكون إلى جانبهم باستمرار".
وأمام هذه التحديات أكد السيد سلال أن كل جهود وقدرات الدولة موجهة نحو توفير شروط بروز قاعدة إنتاجية وصناعية وطنية عصرية وتنافسية من خلال تحسين محيط المؤسسة سواء أكانت عمومية أو خاصة.
كما شدد السيد سلال على"إلزامية" مكافحة الفساد وتبديد إمكانيات المؤسسات، مؤكدا في نفس الوقت أنه "تم اعتماد مقاربة صريحة وصادقة ونزيهة إزاء الفاعلين في مجال النشاط الموازي من أجل طمأنتهم وتمكينهم من تسوية أوضاعهم عبر ترتيبات للمطابقة بسيطة وشفافة ودون خلفيات أخرى ماعدا واجب الوفاء بحقوق رمزية".
وبالمناسبة دعا الوزير الأول الفاعلين في النشاط الموازي الى إيداع أصولهم "بكل ثقة"في البنوك والتصريح بأجرائهم، مطمأنا أنه"لن تكون هناك اية متابعة قضائية اوضريبية"ضد هؤلاء الفاعلين، مفندا الاشاعات المروج لها بأن الدولة اتخذت هذه الاجراءات من اجل الاستحواذ على الاموال المتداولة في القطاع الموازي.
وبخصوص عمليات مراقبة الإستيراد ، أكد الوزير الأول أنه سيتم تكثيف هذه العمليات دون إعاقة تموين أداة الإنتاج أو وفرة المنتجات على مستوى السوق الداخلية.
كما حث البنوك الخاصة للمساهمة في جهد التنمية الوطنية وعدم حصر نشاطها في تمويل التجارة الخارجية،داعيا البنوك العمومية إلى ترشيد تسييرها للقروض الموجهة للإقتصاد.
وبعد إنتهاء إجتماع الثلاثية قام السيد سلال بتدشين وتفقد عدة مشاريع من بينها  تدشين مصنع لأخد الخواص خاص بإنتاج هيبوكلوريت الصوديوم ومشتقاته عن طريق التحلل الكهربائي للملح.
كما عاين مستثمرة فلاحية بفوغالة حيث طلب من الفلاحين "التشمير عن سواعدهم" من أجل رفع تحديات التنمية والاكتفاء الذاتي،مؤكدا بأن الحكومة مستعدة لدعم ومساعدة الفلاحين ، لاسيما في مجال السقي الفلاحي، مذكرا بالتدابير المحفزة التي تم إتخادها في هذا الصدد.
كما تفقد السيد سلال مشروعي مصنعين للإسمنت سيباشران الإنتاج سنة 2016 ببلديتي جمورة والبرانيس.
سلال يتفقد مشروعي مصنعين للإسمنت بولاية بسكرة

وبالمناسبة تفقد الوزير الأول عبد المالك سلال مواصلة لزيارة العمل لولاية بسكرة بعد ظهر اليوم الأربعاء مشروعي مصنعين للإسمنت سيباشران الإنتاج سنة 2016 ببلديتي جمورة والبرانيس.  
وبمجرد دخوله حيز الخدمة سيتمكن مصنع الإسمنت بجمورة الذي تولد عن مشروع باسم سيلاس (إسمنت لافارج وسواكري) بقيمة استثمار ب35 مليار دج من إنتاج 2,7 مليون طن سنويا مع آفاق توسعة الإنتاج إلى 6 ملايين طن سنويا.
وسيشرع هذا المصنع في إنتاج الإسمنت بدءا من الثلاثي الأول لسنة 2016 وسيتحول إلى العمل بكامل طاقته خلال الثلاثي الثالث من نفس السنة  حسب شروح مسؤولي المصنع. كما سيسمح باستحداث 640 منصب شغل مباشر وحوالي 2000 منصب آخر غير مباشر.
وحضر الوزير الأول على هامش زيارته لهياكل هذه الوحدة مراسم التوقيع على اتفاقية ثلاثية الأطراف بين كل من مديرية التشغيل ومديرية التكوين المهني ومصنع الإسمنت سيلاس سيستفيد بموجبها ال150 شابا الذين سيتم توظيفهم من طرف هذه المؤسسة من دورات تكوينية في الكهرباء والترصيص الصحي وقيادة الآليات بمراكز التكوين المهني.
وطلب السيد سلال من مسؤولي المصنع مرافقة المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة وتلبية طلباتهم المتعلقة بالإسمنت من خلال الحرص على تكوين عمال هذه المؤسسات في الاستخدام العقلاني للإسمنت.
كما عاين الوزير الأول موقع وتجهيزات مصنع "بسكرية" لإنتاج الإسمنت الواقع ببلدية البرانيس والذي سينتج بدءا من مارس 2016 ما يعادل 1 مليون طن من الإسمنت سنويا.  
ويتربع مصنع الإسمنت الذي هو ثمرة استثمار ب11 مليار د.ج وهو أيضا عبارة عن شركة ذات أسهم على مساحة مائة هكتار. وينتظر أن يشرع في إنتاج الكلنكر (الناتج عن تفاعل الطين مع الحجر الجيرى في ظروف خاصة) بدءا من نهاية السنة الجارية ، حسب الشروح المقدمة من طرف مسؤولي المشروع.  
وطلب السيد سلال من مسؤولي هذا المصنع"التفكير بدءا من الآن في ربط هذا المصنع بخط السكة الحديدية"وذلك على اعتبار أن هذا الخط "لايبعد عن المصنع سوى ب8 كلم"، إضافة إلى إمكانية تعويض الغاز الطبيعي الذي يشكل الطاقة المزمعة لتشغيل هذا المصنع بالطاقات المتجددة التي بإمكانها أن تنجم على سبيل المثال عن رسكلة النفايات.
وستساهم هذه الوحدة وكذا تلك التي زارها الوزير الأول في وقت سابق بجمورة ، علاوة على الاستجابة لحتمية ترقية الاستثمار وتنويع الاقتصاد لحد كبير في تلبية الاحتياجات الوطنية من الإسمنت وذلك بفضل بلوغ إنتاج إجمالي يقارب 4 ملايين طن سنويا.
الوزير الأول يدشن بأوماش مصنعا لإنتاج هيبوكلوريت الصوديوم
في الاخير أشرف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال بعد ظهر اليوم في ختام زيارة العمل لولاية بسكرة على تدشين مصنع لإنتاج هيبوكلوريت الصوديوم ومشتقاته عن طريق التحلل الكهربائي للملح أنجز من طرف مستثمر خاص بأوماش (40 كلم عن بسكرة) .
ويمثل هذا المصنع الذي أنجز وجهز على مساحة 6 هكتارات والذي استدعى إنجازه اللجوء لتكنولوجيا وممونين أتراك وأمريكان وبريطانيين وهنود معدل إدماج ب98 بالمائة للمواد الأولية المستعملة حسبما علم من المبادرين لهذا المصنع.  
وستساهم هذه الوحدة التي تستخدم مواد أولية محلية ومتوفرة في الحد من استيراد المنتجات الإستراتيجية وتموين عديد القطاعات التي من بينها الموارد المائية (محطات المعالجة والتحلية) وصناعة المواد المنظفة والمواد الغذائية والعجائن والأوراق والمواد السليلوزية والنسيج وقطاعات أخرى مثل صناعة الزجاج والسماد والمطاط.  
وبعد أن اطلع الوزير الأول على التشكيلة المتنوعة للمنتجات المصنعة بهذا المصنع اقترح تصدير الملح المستعمل لإزالة الجليد من الطرقات خلال فصل الشتاء لكونه منتج ذو قيمة مضافة كبيرة وجد مطلوب في البلدان التي تتميز بالطقس البارد.
وكان السيد عبد المالك سلال الذي ترأس في الفترة الصباحية الاجتماع ال18 للثلاثية قد زار في وقت سابق مستثمرة فلاحية بفوغالة ومصنعين للإسمنت قيد الاستكمال بكل من جمورة والبرانيس.

المصدر : واج
 

اقتصاد