أوضحت دراسة علمية حديثة أن الالتهاب الرئوي من أهم أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. وبينت الدراسة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، أن الالتهاب الرئوي يؤدى إلى وفاة ما يقرب من 1.2 مليون طفل كل عام أي أكثر من الوفيات التي تتسبّب فيها أمراض الإيدز و الملاريا والحصبة مجتمعة.وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من 50% من وفيات الأطفال تحدث بسبب الإصابة بمرض الالتهاب
و أوضحت المنظمة العالمية للصحة إن الالتهاب الرئوي يؤثر بنسبة 15% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وتشير التقديرات إلى انه أودى بحياة نحو 922000 طفل في عام 2015.
و في هذا الشأن قامت بعض الدول و بمساهمة المنظمة العالمية للصحة بإدراج إجراءات محدّدة بشأن مكافحة الإسهال والالتهاب الرئوي في استراتيجياتها الوطنية المعنية بصحة الأطفال وإبقائهم على قيد الحياة.
والالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين ويمكن أن يحدث بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات.
ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنّه ينتشر أساساً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن توقيه بتدخلات بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة لا تتطلّب تكنولوجيا عالية.
كما يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة، فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها.
وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس، و كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل، لذا وجب إجراء المزيد من البحوث بخصوص مختلف العوامل الممرضة التي تسبّب الالتهاب الرئوي وطرق انتشاره.
من جانب يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم بالمضادات الحيوية، كالأموكسيسيلين لعلاج المرض و أغلبية حالات الالتهاب الرئوي تتطلب مضادات حيوية فموية.
كما أن وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للإستراتيجية الرامية إلى الحد من معدلات وفيات الأطفال والمعروف أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاع الأطفال الطبيعية، بدءاً بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وهذه الطريقة تضمن فعالية أيضاً في توقي الالتهاب الرئوي وتقليص فترة المرض.
و يسهم التصدي للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل المباني والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية في البيوت المكتظة في تخفيض عدد الأطفال الذين يُصابون بالالتهاب الرئوي.