يعيش السوريون في هذه اللحظات أجواء من الترقب و الحذر و ربما القليل من الأمل مع قرب بداية سريان اتفاق وقف اطلاق النار المقرر منتصف ليلة هذا الجمعة بالتوقيت المحلي لدمشق و هي الهدنة الأولى من نوعها بعد مرور أكثر من 5 سنوات عن الأزمة السورية.
الهدنة هذه التي أعلنت عدة فصائل من المعارضة الالتزام بها الى جانب الفصائل الكردية والحكومة السورية الالتزام بها مع استثناء الجماعات التي توصف بالارهابية من هذه الهدنة حيث أعلنت كل من دمشق و موسكو أنهما سيواصلان استهداف "داعش" و "جبهة النصرة" المصنفتين كارهابيتين .
و نظرا لتعقد الازمة السورية و تشابك المتدخلين فيها اقليميا و دوليا ، يشكك الكثير من الملاحظين في صمودها لاكثر من بضعة أيام كما يذهب اليه المحلل السياسي عدنان أبو عودة ، في تصريح للاذاعة الجزائرية الذي عدّد اسباب مختلفة منها كثرة الشركاء في التعهد و اختلاف قراءات الاطراف لفحوى الاتفاق و الشروط "المتناقضة " التي وضعها كل طرف للالتزام بالهدنة .
و اضاف عدنان عودة أنّ أكثر المتفئلين بالهدنة يقدمون احدى حسناتها و المتمثلة أساسا في التمكن أخيرا من ادخال المساعدات الانسانية الى السوريين في مختلف المناطق المحاصرة .
و تعيش عدة قرى و مدن تحت حصار خانق ، سواء من القوات الحكومية لسيطرة الجماعات المسلحة عليها أو من قبل الجماعات المسلحة و الارهابية التي تعاقب السكان بتهمة الولاء للحكومة السورية .
انطلاق أشغال الاجتماع الأول لفريق العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا بجنيف
من جهة أخرى ، انطلقت هذا الجمعة، بجنيف أشغال الاجتماع الأول ل"فريق العمل حول وقف إطلاق النار" في سوريا قبيل سريان الهدنة التي وافق عليها أطراف النزاع السوري، حسبما أعلنت عنه الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يبحث هذا الاجتماع، الذي يشارك فيه ممثلو 17 دولة في مجموعة الدعم الدولية لسوريا، آليات تطبيق وقف إطلاق النار.
ويجري الاجتماع إثر مفاوضات مكثفة منذ 19 فيفري الجاري بين المسؤولين الأمريكيين والروس الذين يتشاركون رئاسة مجموعة الدعم من أجل وقف النزاع المتواصل في سوريا منذ قرابة 6 سنوات.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قد أعلنتا يوم الإثنين الماضي عن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا بدءا من يوم السبت 27 فبراير 2016 لا تشمل التنظيمات الإرهابية.
ومن المنتظر أن يطلع المبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، الذي يشارك في اجتماع فريق العمل، مجلس الأمن الدولي ، إذا اكتملت الشروط، عن موعد جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف.
وكان المبعوث الأممي قد علق المفاوضات بين الحكومة السورية ومختلف فصائل المعارضة في مطلع فبراير الجاري، بسبب تعتنت المعارضة وإصرارها على فرض شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات.
المصدر : الاذاعة الجزائرية / واج