أكد مدير العلاقات الخارجية و التعاون بوزارة الدفاع الوطني، اللواء عورة صالح، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن الجزائر "حريصة" على تحقيق الأهداف المتوخاة في إطار المبادرة "5+5 دفاع" من خلال تسجيلها في التصريحات المشتركة لوزراء دفاع الدول الأعضاء.
في كلمته الافتتاحية خلال أشغال الاجتماع ال22 للجنة المديرة للمبارة "5+5 دفاع" أوضح اللواء عورة صالح أن "الجزائر حريصة في إطار هذه الحركية و بمناسبة توليها رئاسة المبادرة على تحقيق الأهداف المتوخاة من خلال تسجيلها في التصريحات المشتركة لوزراء دفاعنا".
و أشار إلى أنها (الجزائر) تعتزم "وضع آليات مشتركة لتجاوز التحديات من خلال الانضمام إلى كل النشاطات التي تتماشى مع سياستها الخارجية" موضحا أن الأهداف المسجلة في اعلان النوايا لوزراء دفاع الدول الأعضاء "بدت جد طموحة".
و أكد "يتجلى بوضوح أن التشاور و التزام بلداننا سمح بتجاوز كل الصعوبات و الخلافات و المحافظة على مسار التعاون و تعزيز الثقة و التفاهم المتبادل".
و ذكر أن "روح العمل الارادي و المرونة و البراغماتية التي تطبع المبادرة و عدد و مستوى النشاطات بمعدل 325 نشاط محقق منذ 2005 إلى غاية 2015 و الاجتماعات رفيعة المستوى و مختلف التمارين المشتركة في الرقابة البحرية و الأمن الجوي و كذا العدد الهام للمشاريع التي تم إطلاقها و تلك قيد الاعداد تمثل المعايير التي تعكس مدى أهمية هذه الشراكة".
و عبر ذات المسؤول عن "إرادة الجزائر في بعث مستوى التعاون في إطار هذه المبادرة خلال فترة توليها رئاستها الدورية".
و يهدف الاجتماع ال22 للجنة المديرة للمبادرة "5+5 دفاع" إلى "تحديد النشاطات الأولوية الواجب تنفيذها في إطار مخطط عمل 2016 و اعداد برنامج نشاطات التعاون لسنة 2017".
كما سيتعلق الأمر "بدراسة و بحث المشاريع التي تم اطلاقها و الموجودة قيد الاعداد في إطار المبادرة و الرامية إلى تعزيز التنسيق و ترقية و تجسيد التعاون في مجالات الأمن و الدفاع في خدمة الاستقرار و الأمن في المتوسط الغربي".
و لا بد أن يتم ذلك من خلال "تقاسم المعارف و التجارب التي تسعى دول المبادرة إلى تفعليها ميدانيا من منطلق تطوير و تعزيز علاقات الثقة و التفاهم المتبادل بغية التصدي بشكل ناجع للأهداف و التهديدات التي تواجه المنطقة".
المشاركون يشيرون إلى أهمية التعاون الأمني
هذا وأشار المشاركون في أشغال الاجتماع ال22 للجنة المديرة للبلدان الأعضاء في مبادرة "5+5 دفاع" إلى أهمية التعاون الأمني على مستوى هذا الفضاء قصد مواجهة التهديدات التي تحدق بالمنطقة.
و في هذا السياق أوضح ممثل البرتغال نونو بينييرو توراس في كلمة ألقاها أن الحوار و التعاون بين ضفتي حوض المتوسط يمثلان محورا "أساسيا" لا سيما بالنسبة لاستقرار بلدان هذا الفضاء.
و أكد أن انتشار الشبكات العابرة للحدود المرتبطة بالإرهاب و بالجريمة المنظمة تفرض على بلدان المنطقة "عملا مشتركا"، داعيا إلى تنفيذ "مشاريع ملموسة" من اجل ضمان "امن منطقتنا".
و أشاد من جهته العقيد أنور بن حمودة من تونس إلى "المستوى المثالي" للتعاون الأمني بين الجزائر و بلده و التزامهما في صالح استقرار المنطقة.
و اعتبر ممثل فرنسا الجنرال جون ماري كلامون أن مبادرة "5+5 دفاع" تساهم بشكل خاص في "مواجهة مختلف التحديات في فضائنا و ضواحيه".
و ألح قائلا أن فرنسا تبقى متمسكة بهذه المبادرة في سياق خاص (...) و علينا أن نحافظ على مبادئها الكبرى".
و اعتبر الممثل الايطالي العقيد روبيرتو فاناسي أن المتوسط "اليوم في صدارة المسائل الأمنية. يجب التوصل إلى حلول قابلة للدوام"، مشيرا إلى أن بلده يفضل "نهج الحوار و التعاون في هذا الفضاء".
و دعا الممثل الليبي إبراهيم سليمان يونس من جهته إلى دعم جهود الجيش الليبي في كفاحه ضد الإرهاب في حين تطرق ممثل المغرب محمد عاشور إلى تطور مبادرة "5+5 دفاع"، مشيرا إلى "مناخ الثقة" السائد.
و في نفس السياق أشار الممثل الاسباني اللواء ريز دو غوردوا بيريز دو لوسيتا لويس اونتونيو، أن المبادرة حققت "تقدما" يشكل "خطوة كبيرة تمكننا من الرد على التهديدات التي ترصد بنا".
و أكد قائلا "لقد توصلنا إلى مناخ ثقة استثنائي سيمكننا من التعاون بأعمال ملموسة".
و ابرز الممثل الموريتاني العقيد إسماعيل شيخ سيديا و ممثلة مالطا مارسيكا جوان "الأهمية التي يليها بلديهما لهذه المبادرة و التزامهما بكل القرارات النابعة عنها".
للتذكير فقد تم انشاء مبادرة "5+5 دفاع" اثر توقيع وزراء دفاع الدول العشرة على اعلان النوايا في 21 ديسمبر 2004 بباريس بهدف "تعزيز التنسيق و ترقية التعاون في مجالات أمن و دفاع هذه الدول و كذا تبادل التجارب من أجل متوسط غربي آمن و مستقر".
و تدوم أشغال الاجتماع ال22 للجنة المديرة لمبادرة "5+5 دفاع" التي انطلقت اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة يومين".