أكدت الجزائر على لسان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أنه لا بديل عن الحل السياسي الذي يدعمه المجتمع الدولي برمته لاحتواء تداعيات الأزمة الليبية ، مبرزا أن الاسراع في مباشرة الحكومة المقترحة من المجلس الرئاسي لمهامها انطلاقا من طرابلس هو السبيل الاوحد في تحقيق وثبة وطنية متجددة.
وقال مساهل في كلمة له خلال الاجتماع الثامن لدول الجوار الليبي إن الجزائر ستقف إلى جانب ليبيا لمرافقة حكومة الوحدة الوطنية حال تنصيبها مذكرا في هذا الجانب برفض الجزائر للتدخل العسكري لحل الأزمة.
وأوضح أن الجزائر "التي ما انفكت تبذل قصارى جهدها في مساعدة الاشقاء الليبيين في التقارب والتفاهم ،عازمة اليوم وغدا على الوقوف الى جانبها بمرافقة حكومة الوحدة الوطنية حين تنصيبها ومساعدتها على تخطي صعاب بناء وتشييد المؤسسات الليبية الجديدة والتصدي لكل المعوقات وفي مقدمتها مكافحة الارهاب الذي أصبح يهدد كيان البلد الشقيق وأمن واستقرار دول الجوار".
وفي هذا السياق،ذكر مساهل أن الجزائر "أكدت مرارا رفضها للتدخل العسكري لحل الازمة في ليبيا لاعتقادها الراسخ أن هذه الوسيلة لا تمكن من تسوية الازمات، بل بالعكس تؤدي الى تعقيدها".
وأبرز في ذات السياق أن "التجارب قد اثبتت بما لا يدع مجالا للشك هذه الحقيقة"، معبرا عن "اعتقاده الجازم أن الليبيين لهم القدرة والحكمة الكافية والتصميم الاكيد على تجاوز خلافاتهم دون تدخل خارجي في شؤونهم عبر الحل السياسي الذي توصلوا إليه".
اجماع على رفض أي تدخل عسكري لاحتواء الأزمة الليبية
وعبر وزراء خارجية دول الجوار في البيان الختامي لأشغال اجتماعهم الثامن عن "رفضهم لأي تدخل عسكري في ليبيا"، مبرزين أن اي عمل عسكري موجه لمحاربة الإرهاب "لابد آن يتم بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني ووفق أحكام ميثاق الأمم المتحدة" وذلك اعتبارا لتداعيات الأوضاع على أ من واستقرار دول الجوار والمنطقة عموما.
و اعتبر وزراء خارجية دول أن أمن واستقرار ليبيا يعد "مقوما أساسيا" لضمان أمن دول الجوار و"جزء لا يتجزء من امن واستقرار المنطقة"، داعين جميع الأطراف الليبية إلى الالتحاق بالمسار السياسي.
وعقب اختتام أشغال الاجتماع الثامن لدول الجوار الليبي استقبل عبد القادر مساهل مساء أمس الثلاثاء بتونس من طرف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج.
وتطرق الطرفان الى نتائج الدورة الثامنة لدول الجوار الليبي وأبديا إرتياحهما للنتائج التي توصلت إليها هذه الدورة وبما افرزته من "دعم للمسار السياسي" لحل الازمة في ليبيا لاسيما بشأن إنتقال حكومة الوفاق الى العاصمة طرابلس في اقرب وقت ممكن .
وتقدم السراج بالشكر إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على دوره "الداعم للحل السياسي والمسار الاممي" الذي قطع اشواطا معتبرة من أجل المصالحة الوطنية بين جميع الليبيين مثمنا في نفس الوقت "موقف الجزائر الثابت والداعم لوحدة وسلامة وسيادة ليبيا ولحمة شعبها" في هذا الظرف الذي تمر به والمنطقة ككل .
وفي هذا السياق طالب السراج من الجزائر أن" ترافق بلاده في بناء مؤسساتها ودعم مسارها الانتقالي" .
ومن جهته أكد مساهل "مواصلة" الجزائر لدعم الاتفاق السياسي الليبي والمسار الاممي من أجل حل الازمة التي تعاني منها ليبيا وتتمكن من "إستعادة إستقرارها وأمنها خدمة لشعوب المنطقة" .
ضرورة تحلي الجيش الوطني الشعبي بالمزيد من اليقظة لمواجهة المؤامرات والتهديدات التي تشهدها منطقة الجوار
وفي ظل هذا الوضع الذي تعيشه المنطقة أكدت وزارة الدفاع الوطني أن الشعب الجزائري الذي مر بعدة تجارب أليمة عبر تاريخه، لا يمكن أبدا أن يكون اليوم ضحية مؤامرات أو حملات مغرضة يقودها المتربصون، مشددة على أن الوضع الراهن يملي على الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من اليقظة.
وذكرت وزارة الدفاع الوطني، في افتتاحية العدد الأخير لمجلة الجيش أنه "على ضوء ما تعيشه اليوم دول الجوار من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة تؤثر بكل تأكيد على أمن و استقرار المنطقة، فان الجيش الوطني الشعبي مدرك تمام الإدراك وهو يؤدي واجبه المقدس على كافة ربوع الجزائر، أنه مطالب اليوم بأن يكون على أهبة الاستعداد لخوض ملاحم بطولية وتقديم التضحيات الجسام في سبيل الوطن".
كما لفتت إلى أن "هذا الوضع الحساس يملي على الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من الحرص واليقظة لتبقى الجزائر محمية مصانة وعصية على الأعداء".
المصدر:الإذاعة الجزائرية +وكالة الأنباء الجزائرية