أوبك تعكف اليوم على دراسة الاقتراح الجزائري لخفض إنتاج النفط

انطلقت صباح هذا الاربعاء بمقر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)  بفيينا وضمن جلسة مغلقة أشغال الاجتماع الوزاري الـ 171 المخصص أساسا لدراسة الاقتراح الجزائري الرامي إلى تخفيض الإنتاج مع الأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف.

و في هذا الإطار أفادت موفدة القناة الإذاعية الأولى إلى فيينا فتيحة خمس أنه وحسب مصادر مؤكدة فإن "الجزائر أمام تحقيق نجاح كبير ثان بعد اجتماع العاصمة الجزائر بفضل دبلوماسياتها الطاقوية".

و أضافت الموفدة أن وزراء أوبك سيتبنون اقتراح الجزائر القاضي بخفض مستويات إنتاج المنظمة بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا أي بنسبة 4 بالمائة لكل دولة باستثناء ليبيا و نيجيريا، كما يقوم مقترح الجزائر على إقناع الدول من خارج المنظمة لخفض إنتاجها بـ 600 ألف برميل يوميا و ستكون روسيا أول دولة ستلتزم بهذا المقترح.

و سيتعين خلال هذا الاجتماع على الدول الـ 14 الأعضاء للمنظمة مناقشة اقتراح الجزائر الذي تم اعتماده كمرجعية عمل من اجل التوصل إلى اتفاق نهائي يجسد اتفاق الجزائر الرامي إلى تحديد الإنتاج داخل المنظمة ما بين 5ر32 إلى 33 مليون برميل يوميا.

وعبر وزير الطاقة نور الدين بوطرفة عن أمله في أن يتم الوصول إلى إتفاق خفض الإنتاج وتنفيذ إتفاق الجزائر.

من جهته أعرب وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي عن دعمه للمقترح بتخفيض الإنتاج حيث قال إن الاجتماع يكون ناجحا باتفاق جميع الأعضاء، مؤكدا أن العراق عضوا فاعلا في أوبك، و نحن نتعاون مع المنظمة من أجل أن تكون لنا نتائج جيدة.

وفي السياق ذاته، قال وزير النفط الإماراتي، سهيل المزروعي،  إن اجتماع اليوم ضروري لإنجاح أي التزامات منوها في الوقت ذاته بالمقترح الجزائري.

أما نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، أكد على أهمية الاجتماع مطالبا باستثناء بلاده من القرار.

و يتعين على منظمة الأوبك -التي توصل أعضاءها شهر سبتمبر الماضي بالجزائر إلى اتفاق تاريخي لخفض الإنتاج- أن تعكف على تحديد التفاصيل المتعلقة بالاتفاق و كذا توزيع أحجام هذه التخفيضات بين الدول المعنية بما يضمن اتفاقا توافقيا منصفا و متوازنا.

و في هذا الإطار كثفت الجزائر منذ عدة أسابيع المفاوضات و المشاورات سواء داخل المنظمة النفطية أو مع الدول غير الأعضاء و على رأسها روسيا.

"وضعت الجزائر على الطاولة اقتراح. نعتقد أنه جيد و متوازن و يأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف" حسبما أكده مؤخرا وزير الطاقة نور الدين بوطرفة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية..

و يهدف الاقتراح الجزائري بالتنسيق مع مجهودات الدول الأعضاء و غير الأعضاء في الأوبك إلى وضع حد لاختلال التوازن بين الفائض المسجل في العرض العالمي و الطلب الذي يسجل نموا محتشما قد يبقى على حاله إلى غاية السداسي الأول من 2017.

و بعد أن التقى العديد من نظرائه من دول المنظمة اتجه السيد بوطرفة يوم الاثنين إلى موسكو رفقة الوزير الفنزويلي للنفط اولوخيو ديل بينو أين كانت له محادثات مع الوزير الروسي للطاقة الكسندر نوفاك.

و تهدف هذه المحادثات إلى الحصول من الدول غير الأعضاء بالأوبك (و على رأسها روسيا التي تعتبر أول منتج عالمي للنفط) على تعاون و التزام لدعم اتفاق الجزائر من خلال تعديل إنتاجها لصالح استقرار مستدام لأسواق النفط.

وعلى الرغم من جو التفاؤل إزاء نجاح الاجتماع المقبل للأوبك و الذي تبعث عليه نتائج الاجتماعات الأخيرة بين بوطرفة و نظراءه من داخل المنظمة (السعودية و قطر و ايران...) إلا أن الوزير حذر انه إذا فشل الاجتماع فان ذلك سيكون له اثر سيء على الأسعار التي تواجه صعوبات في بلوغ عتبة ال50 دولارا للبرميل.

و حسب الوزير فان هذا الفشل سيكون بمثابة عقوبة للسوق مما قد يؤدي إلى سقوط الأسعار تحت عتبة ال40 دولارا.

و بالمقابل فان التوصل إلى اتفاق ايجابي سيؤدي إلى "استقرار السوق و الأسعار ما بين 50 إلى 55 دولارا" مع إمكانية بلوغ 60 دولارا مع نهاية السنة يقول بوطرفة.

وسوم:

اقتصاد, مؤشرات