"مرايا الشعوب" للدولية تقترب من واقع المهاجرين الأفارقة بالجزائر

حاولت حصة "مرايا الشعوب" لإذاعة الجزائر الدولية الاقتراب أكثر من عالم المهاجرين الأفارقة المنتشرين بكثرة، بعضهم بطريقة غير شرعية، بشوارع مختلف المدن الجزائرية التي قصدوها بحثا عن لقمة عيش في كنف الأمن والسلام.

وبينما تقول رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إن "الجزائر فتحت ذراعيها لآلاف المهاجرين الأفارقة منذ السبعينات وازدادت أعدادهم منذ تفجر الوضع في ليبيا ليستقر بها اليوم أزيد من 15 جنسية افريقية، وذلك من أجل التخفيف من معاناتهم وآلامهم"، فإن كثيرا من هؤلاء المهاجرين يقرون بـ"لطف الجزائريين" الذين "يقومون بتشغيلهم ومنحهم أجورا رغم وجودهم بوضع غير شرعي وغير قانوني و"كثير منا يوجد بغير وثائق الهوية" على حد تعبيرهم.

ويقول "سليمان" القادم من بوركينافاسو لمعدة الريبورتاج سميرة لفريكي إن " هناك العديد من الأفراد الذين غادروا بلدانهم و جاؤوا إلى الجزائر. فمنهم من تعاني دولهم من حرب أو نزاع مسلح مثل مالي، وهناك من قدم من ليبيريا وكوت ديفوار  وغيرها، وكل له وضعه المختلف وهدفه المعين. أما أنا فجئت من بوركينافاسو".

و عن هدفه من وجوده في الجزائر حيث يشتغل في قطاع البناء، أضاف سليمان :" أنا متزوج ولدي طفل وعائلتي مستقرة في بوركينافاسو وجئت للجزائر من أجل العمل حيث أعمل حاليا في البناء. بالنسبة لأجرتي فهي غير ثابتة، قد نتقاضاها في نهاية اليوم أو بعد فترة معينة وفق الاتفاق بيننا. طبعا نحصل على أجرة زهيدة تتفاوت من شخص لأخر وتتراوح بين 1000  إلى 1500 دينار. طبعا نحن نعمل بطريقة غير رسمية و دون عقد عمل ، وبالتالي فإننا لا نستطيع فرض رأينا".

ويستطرد معترفا: "صراحة ليس لدينا الحق في العمل هنا. ورغم أننا لا نملك الوثائق الثبوتية إلا أن كثيرا من الجزائريين يقبلون بتشغيلنا ويقبلون بمنحنا أجرة معينة. إنهم لطفاء معنا".

وتوضح رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أن الجزائر فتحت ذراعيها لاحتضان الآلاف من هؤلاء المهاجرين الباحثين عن لقمة عيش في كنف الأمن والسلم للتخفيف من معاناتهم الإنسانية.

 وتقول:" الجزائر واجهت الأوضاع المأساوية للمهاجرين الافارقة منذ السبعينات، لكن أعدادهم تزايدت أكثر بعد تفاقم الأوضاع في ليبيا. ورغم هذا فقد تحملت الجزائر العبء وواجهت لوحدها الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته القوى العظمى بمهاجمتها وتدميرها للبلد الشقيق ليبيا. وتحاول الجزائر أن تقدم كل ما بوسعها للتخفيف عن مأساة ومعاناة هؤلاء المهاجرين الأفارقة حيث تحتضن الجزائر حاليا ما يقرب من 14 جنسية افريقية ومعظمهم متواجد بطريقة غير شرعية".

لكن هناك مخاوف من وجود هؤلاء المهاجرين بطريقة غير شرعية ودون وئائق؟

يجيب المحلل السياسي بوحنية غوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، مؤكدا أن الجزائر  تقوم بكل الإجراءات للتعرف على هوية الأفارقة الموجودين بطريقة غير شرعية والحاملين لوثائق مزورة حفظا وضمانا لحقوقهم وحفاظا على أمن البلد.

وأشار إلى أن جميع أجهزة الدولة تقوم بدورها من أجل تحويل هذه العمالة الوافدة من عمالة سلبية ربما إلى عمالة إيجابية كما تفعل بعض الدول.

الجزائر, مجتمع