ركز الباحثون المشاركون في ندوة مرايا الهامش على استقلالية الهامش وخلقه لمركزيته المضادة مؤكدين قدم الهامش مقابل حداثة نشأة الدراسات التي تهتم به، وانتقاله من الحقل الاجتماعي إلى الحقل الأدبي داعين في السياق ذاته إلى ضرورة دراسة النصوص الإبداعية الجزائرية.
ودعا عميد كلية الآداب حميد علاوي لدى افتتاحه اليوم الاثنين ندوة "مرايا الهامش: أفول المركز واحتفاءات الحواف" التي احتضنها معهد الأدب بكلية الآداب واللغات الشرقية إلى ضرورة التركيز على دراسة النصوص الإبداعية الجزائرية والانفتاح على الحساسيات الجديدة في الكتابة، وعدم الاكتفاء بالأسماء المكرسة، كاشفا عن اعتماد الجامعة الندوات الداخلية بالجامعة للتقليل من النفقات مؤكدا أن هذه الجهود آتت ثمارها كما شكلت حراكا ثقافيا وعلميا بارزا.
وقال الباحث وحيد بوعزيز إن الهامش قديم قدم المركز ذاته، مؤكدا أن الجديد في قضية المركز والهامش هو الاهتمام بالمهمش والمنبوذ في الدراسات النقدية والأدبية، مقدما نبذة تاريخية عن التحول في حقل الدراسات الأدبية المحتفية بالهامش، بدءا من حركة السانسيمونين المسيحية التي سبقت الماركسية التي قامت على فلسفة إنصاف الطبقات العمالية، مؤكدا غموض مصطلح الطبقة الذي أدى إلى اعتماد مصطلح الجماعة (الجماعة المهينة، والجماعة المضطهدة، الجماعة المهمشة ..)
كما أشاد بوعزيز بجهود ميشال فوكو الذي نقل –حسبه- مفهوم الهامش من الحقل الاجتماعي إلى حقل اللغة بتركيزه على خطاب التمثيل واليات الإلغاء والإقصاء التي يتضمنها كل خطاب بشكل ضمني، في مقابل ما يحاول إثباته، وهو ما فتح المجال واسعا أمام بحث المسكوت عنه وغير المفكر فيه، كما ساهم في تفكيك المركزية الغربية التي قامت على تمجيد العقل وإقصاء الجنون، وهي الجهود التي فتحت الباب واسعا أمام ادوارد سعيد الذي نبه الغرب إلى هامش كبير هو الشرق مقابل المركزية الغربية، فيما انتقد بوعزيز التطرف الذي عرفته الدراسات النسوية التي خلقت مركزية الغائية متطرفة مقابل المركزية الذكورية التي قامت على أنقاضها.
هذا وشهدت الندوة التي نظمتها شعبة الأدب الجزائري 14 مداخلة حول الهامش في النصوص السردية والشعرية والكاريكاتورية.