أجمع سينمائيون وباحثون ونقاد في يوم دراسي حول السينما الجزائرية بمجلس الأمة تحت عنوان "الثورة الجزائرية بالصورة والضوء" على أن السينما لعبت "دورا حاسما" في تحريك الرأي العام العالمي لصالح القضية الجزائرية مبرزين أهمية الفن السابع في كتابة التاريخ سينمائيا.
ودعا المخرج السينمائي أحمد راشدي في ورقة بعنوان "الشخصيات التاريخية محور السينما الجزائرية"إلى تكثيف الانتاج السينمائي الذي يتطرق إلى الثورة الجزائرية ، معتبرا أن أن الأفلام الجزائرية التي تناولت الثورة منذ الاستقلال "قليلة جدا" مشيرا أن الأفلام الجزائرية التي تناولت الثورة منذ الاستقلال "قليلة جدا" لا تتعدى الـ 200 فيلم مقارنة بالأفلام الاخرى مضيفا أن فيلمه "الافيون والعصا" قام على مبدأ أن "الشعب هو البطل الوحيد للثورة وأن الثورة كان لها قيادة جماعية" مشيرا إلى قلة المراجع التاريخية سيما في مجال السير الذاتية للشخصيات الثورية الجزائرية ما يعقد عملية كتابة السيناريو.
ودافع المتحدث عن الخيال في أعماله السينمائية الثورية قائلا أن السينما "فيها خيال لكونها تخاطب مشاعر المتفرج فالشخصية التاريخية يجب أن يكون لها جانب إنساني وعاطفي وهو أمر أساسي"
من جانبه أكد الناقد السينمائي أحمد بجاوي في مداخلة بعنوان "الثورة والسينما: دور الصورة في المعركة التحريرية" أن "تدويل القضية الجزائرية إعلاميا ومن خلال الصورة كان انطلاقا من عام 1957" وخصوصا في تلفزيونات الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الأنجلوساكسوني بشكل عام.
واعتبر بجاوي أنه "على الرغم من محاولات الدولة الفرنسية تقزيم ما كان يحدث في الجزائر عبر دعايتها إلا أن الجزائريين ورغم قله صورهم وإنتاجاتهم السمعية البصرية تمكنوا من إيصال أعمالهم إلى التلفزيونات الأمريكية ودول غربية أخرى ككندا والمكسيك وأستراليا وسويسرا وبلجيكا.
ونوه بالدور الكبير الذي لعبه رواد السينما الجزائرية الذين خدموا الثورة في بداياتها على غرار السينمائي الرائد جمال شندرلي وأخوه عبد القادر ممثل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالجمعية العامة للأمم المتحدة والسينمائي الطاهر حناش وامحمد اليزيد وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة بالإضافة لبعض الصحفيين الأمريكيين الذين لعبوا دورا مهما في تحريك الرأي العام العالمي وكسب التأييد لصالح الجزائر في المحافل الدولية.
ودعا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي الذي حضر أشغال هذا اليوم الدراسي ل"عدم تجزئة" التاريخ الجزائري مؤكدا على "ضرورة الاهتمام بكل الشخصيات التي صنعته منذ القديم وإلى اليوم على غرار تاكفاريناس وماسينيسا والأخوين عروج ...".
وحضر أيضا هذا اليوم الدراسي المنظم بمناسبة الذكرى الـ 72 لمجازر الثامن ماي 1945 رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وعدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الشؤون الدينية والمجاهدين بالنيابة محمد عيسى والعديد من الوزراء السابقين وأعضاء مجلس الأمة وبعض المجاهدين والمجاهدات بالإضافة لمخرجين وممثلين سينمائيين.
المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج