الجزائر تحتضن على مدار يومين أشغال الجمعية العامة الأولى لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة (أفريبول)

تحتضن الجزائر بداية من هذا  الأحد وعلى مدار  ثلاثة أيام  أشغال الجمعية العامة الأولى لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في  مجال الشرطة (أفريبول)  التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع  لجنة الاتحاد الإفريقي.

ويعد انعقاد الجمعية العامة بمثابة التأسيس الفعلي للأفريبول والذي يأتي بعد  المصادقة على قوانينه من قبل قادة الدول والحكومات الأفارقة خلال أشغال القمة  28 العادية للاتحاد الإفريقي التي أنعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا نهاية   يناير 2017  حسبما أكدته المديرية العامة للأمن الوطني.

وسيشارك في أشغال هذا الاجتماع بالإضافة إلى قادة الشرطة الأفارقة مسؤولي  الهيئات الشرطية الجهوية وكذا الدولية  وستتم خلاله مناقشة القوانين الداخلية  للجمعية العامة واللجنة المسيرة بالإضافة إلى تعيين أعضاء اللجان المسيرة  للأفريبول وكذا تحديد الأطر العامة للتعاون بين الهيئات الشرطية على المستويات  الوطنية و الجهوية و القارية والدولية.

و يقول المحلل الأمني و الاستراتيجي عمر بن جانة أن  اللقاء هام من كونه يحدد آليات عمل الهيئات الشرطية بالقارة و كيفيات التنسيق العام بينها.

و في مكالمة هاتفية مع هيئة تحرير القناة الأولى للإذاعة الجزائرية أكد بن جانة أن  الدول الإفريقية تواجه في ذات الوقت الجريمة العابرة للحدود كأولوية أمنية ومن ثم وجب العمل على تضمين سياسة موحدة تضمن فعالية عمليات المكافحة عبر الحدود وداخل الدول و تبادل المعلومات الأمنية بين دول الافريبول.

وتعد أفريبول منظمة للتعاون الشرطي الإفريقي  يهدف إنشاءها إلى التوصل إلى  اعتماد رؤية شاملة تسمح بتحسين فعالية ونجاعة مصالح الشرطة الإفريقية وتتمثل  مهمتها في دعم التعاون الشرطي بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعلومات  والممارسات الحسنة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب  بالإضافة إلى المساعدة التقنية المتبادلة.

كما ستشجع التعاون الشرطي الإقليمي وتعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء  الشرطة في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات و تعزيز القدرات المؤسساتية  الشرطية في ميدان التكوين والشرطة العلمية وإدارة أجهزة الشرطة التي تقوم على  احترام حقوق الإنسان و العدل و المساواة و كذا تبادل الممارسات السليمة.

تمثل المنظمة "قيمة مضافة" للتعاون الشرطي الإقليمي والدولي  وتعد "حلفا  استراتيجيا" قادرا على الرد الشرطي للتهديدات العالمية في بيئة تتسم بالتطور  الدائم  حسبما أجمعت عليه أجهزة الشرطة الإفريقية خلال لقاءاتها الماضية.

وتعود فكرة إنشاء أفريبول إلى الندوة الجهوية الإفريقية ال22 للأنتربول  المنظمة الدولية للشرطة الجنائية) التي انعقدت من 10 إلى 12 سبتمبر 2013  بوهران (غرب الجزائر)  بحضور 41 قائد شرطة إفريقي تبنوا بالإجماع هذه الفكرة. 

وقد تم دعم هذه المبادرة على هامش الجمعية العامة ال82 لمنظمة الانتربوال التي  انعقدت من 21 لى 24 أكتوبر 2013 في قرطجنة بكولومبيا.

وقد شكلت الندوة الإفريقية للمدراء والمفتشين العامين الأفارقة للشرطة حول  أفريبول المنعقدة يومي 10 و11 فبراير 2014 بالجزائر  "الخط الرئيسي الفاصل  الذي ترجم إلى الواقع الطموحات المشروعة لقادة الشرطة من خلال تبني الوثيقة المبدئية وإعلان الجزائر العاصمة بالإجماع".

وفي هذا الإطار  تبنت القمة ال23 للاتحاد الافريقي التي احتضنتها ملابو (غينيا  الاستوائية) من 20 إلى 27 يونيو 2014  الرؤية الموحدة المشتركة لقادة الشرطة  الأفارقة من خلال إعلان الجزائر.

ومنذ ذلك الحين  عقدت اللجنة الخاصة بإنشاء أفريبول أربع اجتماعات  الأول في  يوليو 2014 بأديس أبابا (إثيوبيا) وبعدها اجتماع كومبالا (أوغندا) في أكتوبر  من نفس السنة  ليليها اجتماع الجزائر في مارس 2015  وأخيرا اجتماع أديس أبابا  في يونيو 2015.

وكانت الجزائر قد احتضنت في 13 ديسمبر 2015 ندوة قادة الشرطة الأفارقة  (أفريبول) بهدف تجسيد المصادقة على النصوص القانونية لهذه الهيئة وإتمام  تفعيلها لتشكل آلية جديدة للتعاون بين مختلف أجهزة الشرطة في القارة.

يذكر أن قادة الشرطة والأمن العرب قد تبنوا بالإجماع المبادرة التي تقدمت بها  الجزائر حول إنشاء منظمة الشرطة الإفريقية (أفريبول) وذلك باعتبار أن 10 دول  عربية تقع بالقارة الإفريقية.

وكان وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي قد أشرف في 13 ديسمبر  2015 على تدشين مقر أفريبول الواقع ببن عكنون (الجزائر العاصمة) بحضور ممثلي  أجهزة الشرطة لأزيد من أربعين بلدا افريقيا.

 

المصدر : الإذاعـــة الجزائرية

 

الجزائر