البليدة :أربعة آلاف شخص يتقاسمون مائدة الإفطار بملعب مصطفى تشاكر

تقاسم مساء اليوم الخميس بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ألفين شخص من مسؤولين و منتخبين محليين و شخصيات رياضية و فنية معروفة مائدة الإفطار مع ألفي يتيم و أرملة في صورة تعكس مدى تضامن و تكافل المجتمع الجزائري بمختلف فئاته و مستوياته الإجتماعية.

ففي حدود الساعة السادسة و النصف بدأ توافد الضيوف على ملعب مصطفى تشاكر الذي يحتضن لثاني مرة منذ بداية شهر رمضان إفطار جماعي لأكثر من أربعة آلاف شخص ترك كل واحد منهم عائلته في يوم من أيام شهر رمضان ليتقاسم مائدة الإفطار مع أطفال يتامى و نساء أرامل.

علامات الفرحة والحماس كانت تطغى على ملامح الأطفال اليتامى الذين أقيم على شرفهم هذا الإفطار الجماعي حيث لم يتوقفوا عن اللعب خاصة و أن عدد كبير منهم لم تتسنى له فرصة التواجد على أرضية هذا الملعب الذي يحظى بشعبية كبيرة نظرا لإحتضانه العديد من الإنتصارات التي حققها الفريق المنتخب الوطني آخرها  يوم الأحد المنصرم.

أمين و هدى و محمد و سيرين و غيرهم من الأطفال انشغلوا قبل موعد الإفطار بإلتقاط الصور مع شخصيات فنية و رياضية ألفوا مشاهدتها على شاشات التلفزيون أين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بمشاهدة و محادثة رياضيين و ممثلين مشهورين على غرار الفنانة شافية بودراع و الفنانين مراد خان و يزيد إلى جانب لاعب فريق المنتخب الوطني لكرة القدم السابق سمير زاوي.

من جهتهن عبرت أمهات الأطفال اللواتي وجدن صعوبة كبيرة في ضبط حركة أبنائهن الذين لم يتوقفوا عن اللعب و اكتشاف هذا الملعب الذي يعد دخوله أمنية للكثيرين منهم خاصة الذكور عن امتنانهن الكبير لكل من ساهم في تنظيم هذه المبادرة التضامنية التي أدخلت الفرحة في قلوب أبنائهن موجهات  الشكر إلى كل شخص ترك عائلته ليتقاسم معهم مائدة الإفطار.

و بدورها أكدت العديد من الشخصيات الفنية و الرياضية التي حضرت هذا الحفل أنها لم تتردد لحظة واحدة في قبول هذه الدعوة خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفال يتامى في أشد الحاجة إلى الحنان و الدعم المعنوي و هو الأمر الذي أكدت عليه الفنانة شافية بودراع التي بدت عليها علامات التعب و التقدم في السن إلا أنها أبت إلا أن تقاسم هؤلاء الأطفال مائدة الإفطار.

وأضافت الفنانة شافية بودراع التي تجمع بها محبيها بمجرد وصولها للملعب أن تقديم الدعم المعنوي للأطفال اليتامى هو أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأطفال  داعية المحسنين إلى دعم الجمعيات التي تعنى بالأطفال اليتامى و الأرامل.

    من جهته أكد لاعب المنتخب الوطني السابق لكرة القدم سمير زاوي الذي أثنى مطولا على هذا المبادرة التي تعكس الخصال الحميدة التي يتمتع بها أفراد المجتمع الجزائري بمختلف مستوياته و طبقاته الإجتماعية  أنه ألف تواجد لاعب  المنتخب على أرضية الملعب وسط هتافات الأنصار إلا أنه تفاجئ اليوم بالعدد الكبير للأطفال يلعبون و يمرحون وسط الملعب.

رئيس جمعية كافل اليتيم علي شواطي بدوره وجه الشكر لكل من سهر و ساهم في  تنظيم هذا اليوم خاصة الشباب المتطوع الذين بلغ عددهم 500 شاب و شابة لم يدخروا جهدا طيلة أسبوع كامل لضمان السير الحسن لهذا الإفطار الجماعي و المساهمة في رسم البسمة على الأطفال اليتامى و أمهاتهم.

كما تم بالمناسبة توزيع ألبسة العيد على ألفي يتيم على أن تتواصل العملية لاحقا على مستوى جميع فروع جمعية كافل اليتيم المنظمة لهذه المبادرة التضامنية و هذا بتوزيع 2500 لباس عيد على اليتامى الذين لم تسمح لهم ظروفهم المادية من إقتناء ثوب جديد فيما تم أيضا إلى جانب تكريم المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط و كذا الابتدائي تنظيم طمبولا للفوز ب15 رحلة عمرة لفائدة النساء الأرامل.

يذكر أن ملعب مصطفى تشاكر كان قد إحتضن في الفاتح من شهر يونيو الجاري مائدة إفطار على شرف قرابة ألفي طفل من مرضى التروزيميا و ذوي الإحتياجات الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للطفولة و هذا بمبادرة جمعية متيجة للصحفيين الرياضيين و بالتنسيق مع جمعية الجوالة و مكتشفي الأطلس البليدي.

وعرف هذا الإفطار الجماعي حضور وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري عبد القادر بوعزقي إلى جانب شخصيات فنية و رياضية معروفة على غرار الفنانتين عتيقة و زينب عراس  و الفنان يزيد و الإعلامي مراد بوطاجين إلى جانب مدرب المنتخب الوطني الإسباني لوكاس ألكاراز.

مجتمع