أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، هذا الأحد بالجزائر العاصمة، أن الجولة الأخيرة التي قادته الى عدد من البلدان العربية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، كانت "مفيدة جدا" وسمحت "لأول مرة بالاتفاق على إنشاء لجان مختلطة تعنى بالجانب الاقتصادي".
وقال مساهل في لقاء مع وسائل الإعلام عقب هذه الجولة، إنه "لمس إرادة لدى المسؤولين العرب من أجل مزيد من التنسيق والتشاور لرفع التحديات وتجاوز الصعوبات التي تعيشها دول المنطقة، بعيدا عن الحلول المفروضة من الخارج"، مؤكدا أن الجولة كانت "مفيدة جدا" وأن "الرسالة وصلت".
وأوضح الوزير أنه تطرق خلال جولته إلى ملف الجامعة العربية التي "تحتاج إلى إصلاحات عميقة"، مشيرا الى ضرورة "تكيف الجامعة مع التغيرات الجيوسياسية والجيوستراتيجية التي تعرفها المنطقة" وإلى تسجيل "تجاوب مع الرؤية الجزائرية" في هذا الجانب.
كما أكد اهتمام القادة العرب بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب و"معرفة أسباب نجاح الجزائر في تجاوز أزمتها الأمنية وتواجدها حاليا في قائمة الدول الأكثر أمنا في العالم حسب تصنيفات المنظمات الدولية"، مضيفا أن الجزائر "أصبحت مدرسة في مكافحة الارهاب والتطرف واستقلالية القرار التي دفعنا ثمنها غاليا".
ومن أهم مخرجات الجولة --حسب الوزير-- "الاتفاق لأول مرة مع عدد من الدول العربية, من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر, على إنشاء لجان مختلطة تعنى بالجانب الاقتصادي"، مؤكدا اهتمام هذه الدول بمشروع الطريق العابر للصحراء الذي "يمتد عبر 4600 كلم تم إنجاز 4400 كلم منها وتبقى 222 كلم في الجزء العابر لدولة النيجر سيتم تسليمه في نهاية 2018".
وأعلن في ذات الإطار عن إبداء دول عربية رغبتها في الاستثمار في الجزائر في قطاعات السياحة والصناعات الغذائية والهياكل القاعدية،مؤكدا "مباشرة العمل مع القطاعات المعنية في هذا المجال".
وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر "تتواجد على نفس المسافة مع كل الدول ومع كل الأطراف ولها علاقات طيبة مع كل الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية"، مجددا التأكيد على أن جولته العربية الأخيرة "لم تكن في إطار مبادرة جزائرية حول الأزمة في الخليج".
واعتبر مساهل أن الأزمة في الخليج "معقدة وتتطلب المزيد من الوقت"، ذكر أن الجزائر كانت من "أوائل الدول التي أصدرت بيانا يدعو إلى الحل السياسي المبني على الحوار وعن طريق مجلس التعاون الخليجي".
وفي حديثه عن الأزمة الليبية،أكد أن الجهود الجزائرية "كرست في الميدان وثمنتها مختلف أطراف النزاع, بعيدا عن الدبلوماسية الاستعراضية".
وبخصوص تطورات القضية الفلسطينية،أوضح مساهل أن الجزائر، وخلال ترؤسها أشغال الدورة ال 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري, دعت الى توحيد الصفوف العربية حول هذه القضية وضرورة إعادتها إلى مكانتها كقضية مركزية للأمة العربية".
وفي سياق آخر، أكد الوزير أن تعيين سفير جديد للجزائر في فرنسا (المنصب الذي ظل شاغرا منذ عدة أشهر) "سيكون في إطار حركة تعيينات عادية ستتم في الوقت المناسب"، مضيفا أن قرار التعيين من "صلاحيات رئيس الجمهورية".