افتتحت هذا الأربعاء بقسنطينة أشغال الجمعية العامة الاولى للشبكة الافريقية للنساء من أجل منع النزاعات والوساطة تحت شعار"المرأة الوسيطة وترقية التعاون عبر الحدود"، وذلك بهدف "تحديد الوساطة الموجهة والمسيرة من طرف المرأة ومناقشة مسائل وقضايا استراتيجية فضلا عن دراسة والمصادقة على مخطط عمل سنوي للشبكة".
وتشارك أشغال هذه الجمعية التي أشرف على افتتاحها وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بحضور اسماعيل شرقي محافظ الاتحاد الافريقي من أجل السلام والأمن وكذا غنية الدالية وزيرة التضامن الوطني والأسرة وشؤون المرأة، قيادات نسائية من ذوي الخبرة في حل الصراعات إلى جانب ممثلي الاتحاد الإفريقي وجماعات اقتصادية إقليمية والأمم المتحدة فضلا عن قيادات مجتمعية وعدد من ممثلي الشباب وممثلين عن القطاع الخاص وأوساط أكاديمية.
وفي افتتاح أشغال الجمعية العامة الاولى للشبكة الإفريقية، نوه وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بأهمية اللقاء لتبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة لإشراك المرأة الأفريقية في تسوية النزاعات المتعلقة بالحدود وبناء السلم في القارة السمراء.
وأشار إلى أنه ينتظر أن تشكل الشبكة إضافة حقيقية لجهود أفريقيا في إحلال السلام ولإدماج المرأة في هذه العملية المهمة، مضيفا أن العملية تبرز دور الجزائر في ترقية حقوق المرأة.
وأعتبر مساهل مبادرة تأسيس الشبكة قد يحفز العديد من دول القارة السمراء على تغيير تشريعاتها الوطنية من أجل تعزيز مكانة المرأة وترقية حقوقها.
من جهته دعا محافظ الاتحاد الافريقي من أجل السلام والأمن في أفريقيا اسماعيل شرقي إلى ضرورة إشراك النساء في حل النزاعات بالقارة السمراء، مؤكدا أن الخطوة الأولى بعد تأسيس الشبكة هو الإعلان عن إطلاق حملة لنساء أفريقيات للإنضمام إلى شبكة أفريقية للنساء الوسيطات.
ودعت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وشؤون المرأة غنية الدالية إلى ضرورة توفير كل الظروف أمام الوسيطات لأداء وظيفتهن لحل النزاعات، مضيفة إن النساء ستتمكن بطبعهن الأنثوي من تحقيق اتفاقات مهمة بغية حل النزاعات على مستوى بعض الحدود.
و في هذا الصدد قال الخبير الأمني حكيم غريب إن المرأة الجزائرية قد أثبتت للمجتمع الدولي أن لها مكانة بجانب أخيها الجزائري في محاربة الإرهاب ، فكانت جزءا من المعركة المصيرية للوطن في مواجهة الإرهاب.
من جهتها أكدت رئيسة الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات و نائب رئيس إتحاد النساء الأفريقيات نورية حفصي أن المرأة تلعب دورا كبيرا في حل النزاعات، فكانت هي الضحية الأولى، مشيرة إلى أنها متواجدة في كل الإستراتيجيات التي تضعها الدول في محاربة الإرهاب، معطية المثل بالمرأة الجزائرية التي لا دورا يحتذي به.
يشار إلى أن اجتماع قسنطينة المنظم من طرف الجزائر والاتحاد الافريقي يندرج في إطار تنفيذ التوصيات التي توجت اللقاء الأول بقسنطينة الذي عقد في ديسمبر 2016 وأقره رؤساء الدول والحكومات التابعة للاتحاد الافريقي في جويلية 2017 الذي دعا أساسا إلى ترسيم مكانة ودور النساء في مفاوضات السلام.
وينتظر من ندوة قسنطينة و التي تدوم يومي الأربعاء و الخميس أن يقدم المشاركون مقترحات و توصيات تعزز دور المرأة في إرساء السلم و الأمن بأفريقيا و إعداد إستراتيجيات مشتركة تحدد تحديات المرأة الأفريقية في حل النزاعات و مساعي الوساطة خاصة في مناطق النزاع.
المصدر: الإذاعة الجزائرية