أكدت الجزائر, على لسان رئيس المجلس الشعبي الوطني, السعيد بوحجة, هذا الأربعاء بإسطنبول, أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده الى مدينة القدس المحتلة يشكل "خرقا صريحا للقانون الدولي وللشرعية الدولية وستكون له انعكاسات وخيمة على السلم والامن في المنطقة والعالم".
وأوضح بوحجة الذي يرأس الوفد الجزائري في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس الشريف بمدينة اسطنبول التركية, ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة, أن هذا القرار "غير المسبوق والجائر والذي يشكل خرقا صريحا للقانون الدولي وللشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة, ستكون له نتائج وخيمة على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره".
كما يشكل القرار- يضيف بوحجة- "انتكاسة حقيقية لمسار السلم في الشرق الاوسط وتحديا للأمة الإسلامية جمعاء, وتعديا على تاريخ الشعب الفلسطيني ومقدساته".
وأكد في هذا الصدد بأن "التنديد الواسع والرفض الصريح لهذه الخطوة الأمريكية الخطيرة, الذي عبرت عنه العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والشخصيات المحبة للسلام عبر العالم, لدليل واضح على تمسك المجتمع الدولي بمبادئ القانون الدولي وعزمه على مساندة الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين".
وأردف قائلا بأن "هذا التوجه الدولي يؤكد مجددا الانتصارات الدبلوماسية والسياسية التي حققتها السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على مستوى الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على وجه الخصوص".
الولايات المتحدة مدعوة الى التراجع عن قرارها ومواصلة دورها في رعاية عملية السلام
وأضاف ممثل رئيس الجمهورية قائلا: "إننا إذ نرفض بالمطلق مثل هذا الإجراء غير القانوني وتبعاته, فإننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار والعمل على مواصلة دورها في رعاية عملية السلام, كما ندعو جميع الدول وأحرار العالم إلى عدم الاعتراف به أو إتباعه, بل بضرورة التمسك بمستلزمات الشرعية الدولية ومتطلبات عملية السلام والأسس التي يرتكز عليها حل الدولتين".
كما ناشد بوحجة المجتمع الدولي بضرورة "مواصلة ضغطه على سلطة الاحتلال لحملها على الانصياع للشرعية الدولية والامتثال لمقرراتها", داعيا إياه إلى "زيادة دعمه للشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال حتى استرجاع حقوقه كاملة غير منقوصة".
من جهة أخرى, أشار رئيس الوفد الجزائري الى أن الشعب الفلسطيني "تزداد معاناته جراء ممارسات الاحتلال القمعية والتعسفية وسياسة الاستيطان, واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة والتهجير الممنهج للسكان المسلمين والمسيحيين من المدينة المقدسة قصد تكريس إجراءات التهويد التي باتت تمس مختلف المؤسسات وكل مناحي الحياة فيها".
وأضاف بأنه "رغم غياب أفق حل سياسي ينهي الاحتلال ويحقق للشعب الفلسطيني مطالبه المشروعة, فقد انخرط الفلسطينيون في العملية السلمية بجد وبصدق نية, وقدموا في كل مرة الدليل على التزامهم بالشرعية الدولية وبمقتضيات الحل السلمي".
"غير أنهم بالمقابل - يضيف- لم يجدوا في الطرف الإسرائيلي شريكا جادا يبادلهم الإرادة نفسها وينسجم مع الإطار المنظم لعملية السلام ويلتزم بمبادئ القانون الدولي التي تحكم النزاع في الشرق الأوسط, بل تبين أنه لم يكن يرى في المفاوضات إلا ذريعة للتملص من التزاماته وربحا للوقت وفرض الأمر الواقع على الأرض ووأد الحقوق الفلسطينية برمتها".
وفي سياق متصل, ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن منظمة التعاون الإسلامي "أنشأت من أجل الدفاع عن القدس, وهي اليوم مطالبة باتخاذ موقف حازم وعملي للحفاظ على هذه المدينة المقدسة وحمايتها, وذلك من خلال تحرك جماعي يحول دون المزيد من الإجراءات الأحادية الرامية إلى استباحة الحقوق الفلسطينية والقضاء على أي أفق لإيجاد حل عادل ونهائي لهذه القضية".
الأمة الإسلامية مطالبة برص صفوفها وتجاوز خلافاتها في هذا الظرف الصعب
وتابع بوحجة بأنه "يتعين علينا في هذا الظرف الصعب والمعقد أن نواجه هذه الإجراءات بعمل جاد لرص صفوف الأمة الإسلامية وتوحيد مواقفها لتجاوز الخلافات وحشد الطاقات والإمكانيات لمواجهة هذا التحدي الذي ينال من مقدساتنا, كما يتعين علينا تعضيد دعمنا لأشقائنا الفلسطينيين بشتى الوسائل السياسية والمادية وبحث سبل تقوية نضالهم في مواجهة المخططات الرامية إلي نسف وجودهم ومحو حقوقهم الشرعية على ارض فلسطين, لاسيما بتشجيعهم على انجاز المصالحة الفلسطينية وتوحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم لمواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب".
وخلص رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى التذكير بأن الجزائر "وفاء لموقفها المبدئي والثابت ولدعمها اللامشروط لقضية الشعب الفلسطيني العادلة, تجدد من هذا المنبر وقوفها إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في هذه الظروف العسيرة وتؤكد مرة أخرى دعمها لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
وختم بوحجة مداخلته بنقل "تحيات الرئيس بوتفليقة وتمنياته بأن تتوج أشغال هذه القمة الاستثنائية بالنجاح لتكون مخرجاتها قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر المفروضة على عالمنا الإسلامي بقدر كبير من التضامن والعمل الناجح".
البيان الختامي للقمة الإسلامية يدعو للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين
ويدعو البيان الختامي للقمة الإسلامية الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي, كامل المجتمع الدولي للاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين عقب القرار الأمريكي الأخير بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصادر دبلوماسية تركية, خلال أشغال القمة الاستثنائية للمنظمة التي تعقد بمدينة اسطنبول التي تبحث التطورات الأخيرة المتعلقة بمدينة القدس المحتلة, "أن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم للإعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين ستتدرج في البيان الختامي للقمة".
وستطالب الدول الإسلامية في البيان المجتمع الدولي بالاستجابة لهذه الدعوة عبر التأكيد على القرارات المتعلقة بالقدس الشرقية.
وأكد الرئيس التركي على ضرورة اتخاذ جميع دول العالم موقفا حازما بشأن القدس الموجودة تحت الاحتلال الإسرائيلي, بما في ذلك بابا الفاتيكان.
وطالب أردوغان الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك, وقال "هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة".
واضاف أن "المسجد الأقصى سيظل إلى الأبد للمسلمين, وسنستمر في التعاون مع الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يتولى مهمة حماية الأقصى, بالكفاح من أجل التصدي للحملات التي تستهدف الأقصى".