شدد عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية هذا الاثنين على أهمية حوار مجموعة 5+5 الذي انعقد الأحد بالجزائر العاصمة في ظل التحديات التي تواجهها منطقة الحوض المتوسط لا سيما الهجرة غير الشرعية و الوضع الأمني والخطر الارهابي فضلا عن أزمات المنطقة وعلى رأسها الوضع في ليبيا ومالي، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة على حدودها.
وأوضح مساهل لدى استضافته على أمواج القناة الثالثة أن الاجتماع الرابع لدول الحوار 5+5 كان فرصة للحوار وتضمن محادثات عميقة عن انشغالات كل دولة في المنطقة وبلورة مواقف مشتركة حول الازمات والتحديات التي تواجهها المنطقة ، إضافة إلى التطرق إلى التنمية في المنطقة مع شركاء الضفة الاخرى من المتوسط والاستثمار ومحاربة البطالة وخلق فرص عمل للشباب، فضلا عن الاهتمامات البيئية المشتركة بين دول حوض المتوسط .
وأضاف ضيف الثالثة أن أهمية اجتماع الأمس تكمن في مشاركة وزراء خارجية الدول العشرة الأعضاء في المبادرة ،بحضور الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط والأمين العام للاتحاد المغاربي ومحافظ الاتحاد الأوربي المكلف بسياسة حسن الجوار.
وأيد مساهل تصريحات وزير الخارجية المغربي- التي قال إن مشاركة المغرب لم تكن في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر والمغرب-،موضحا أن اجتماع الأمس يدخل في إطار حوار5+5 .
الجزائر على مستوى كبير من اليقظة على حدودها
وبخصوص عودة 6 آلاف من إرهابيي داعش إلى أفريقيا ، قال مساهل إن الجزائر كغيرها من دول المنطقة أخذت هذا التهديد على محمل الجد وحذرت منه في مناسبات عديدة، مضيفا أن الجزائر عضو مؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الارهاب بنيويورك الذي يضم ألأكثر من 60 بلدا ، وتترأس رفقة كندا لجنة المنتدى في منطقة الساحل الصحراوي، واحتضنت اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الارهاب وتم التطرق إلى عودة ارهابيي داعش إلى أفريقيا، وأشكال الارهاب الأخرى المتمثلة في الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر ، مذكرا بتبيني الاتحاد الافريقي لمقاربة الجزائر في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة.
وثمن مساهل مجهودات الجيش الوطني والقوات الامنية في الحفاظ على استقرار وأمن الجزائر التي اتخذت كافة احتياطها ، مؤكدا أن الجزائر على مستوى كبير من اليقظة للحفاظ على سيادتها واستقرارها الأمن ، سيما على الحدود مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية، مؤكدا في السياق أن الجزائر ستواصل جهودها لدعم واستقرار دول الجوار على غرار ليبيا ومالي ودعم العملية السياسية في ليبيا عبر مؤسسات دستورية قوية للقضاء على كل اشكال البيئة الحاضنة للارهاب أو عودة إرهابيي داعش أو الجريمة المنظمة.
100 مليون دولار مساعدات إنسانية ولوجيستكية وتكوين عناصر لمكافحة الارهاب في مالي والنيجر
وجدد وزير الخارجة الجزائري التأكيد على أن الجزائر ترفض أي محاولات لإقحامها في مكافحة الارهاب عسكريا في نزاعات المنطقة، كاشفا أن الجزائر تكون عددا من عناصر النخبة في مالي والنيجر وعددا من دول المنطقة لمكافحة الارهاب ، فضلا عن الدعم اللوجيستيكي والمساعدات الانسانية لهاته الدول وهو ما يكلف الجزائر كثيرا قدره بـ 100 مليون دولار خلال العشر سنوات الأخيرة، وهي المجهودات التي تدخل أيضا في تأمين الجزائر أولا والتضامن مع دول الجوار.
وذكر مساهل بتقرير معهد غالوب الذي صنف الجزائر السادسة في قائمة العشرة دول الأكثر أمنا، وهو الانجاز الذي يعد ثمرة للمصالحة الوطنية للرئيس بوتفليقة الذي تبنى مقاربة لمكافحة الارهاب والتطرف العنيف اثبتت فعاليتها بدليل العدد القليل من الجزائريين في صفوف تنظيم داعش الارهابي.
المصدر : مـوقع الإذاعة الجزائرية