نددت عدد من الدول والقوى والأحزاب بالعدوان الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية وحثت على احترام سيادة و سلامة أراضيها، بعد أن نفذت الاحتلال الإسرائيلي عدة هجمات وضربات صاروخية على مواقع عسكرية سورية أمس السبت، مما دفع الدفاعات الجوية السورية لإسقاط طائرة "إف 16 "الإسرائيلية.
وقد شنت الغارات الإسرائيلية الأولى فجر أمس، واستهدفت القاعدة الجوية "تى 4 " في ريف حمص بوسط سوريا، وفي وقت لاحق، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مواقع عسكرية في ريف العاصمة دمشق، مما أدى أيضا إلى إطلاق دفاعات جوية، حيث أعلنت دمشق تصدي دفاعاتها الجوية للعدوان الإسرائيلي على قاعدة عسكرية، ما تسبب بإصابة "أكثر من طائرة".
وعلى اثر هذه الهجمات، حذرت غرفة العمليات التابعة للقوات المتحالفة مع سوريا من أن الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا لن يتم التسامح معها وأن إسرائيل ستشهد ردا "قاسيا" و "جادا" من الآن فصاعدا، مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي الجديد ضد سوريا يشكل دعما مباشرا للإرهاب، لافتة إلى أن ادعاء كيان الاحتلال دخول طائرة مسيرة من سوريا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة هو "كذب وتضليل".
كما أثارت هذه الهجمات ردود فعل دولية مناهضة لهذا التصرف، و في مقدمتها روسيا، التي أكدت ضرورة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية، معربة في ذات الوقت على قلقها للتطورات الأخيرة والهجمات في سوريا مشيرة إلى أن تنامي الخطر وتصاعد التوتر داخل وحول مناطق تخفيف التوتر التي باتت عاملا مهما في خفض العنف في البلاد يشكل مبعث قلق خاص بالنسبة لموسكو.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الاحتلال الإسرائيلي يروج الأكاذيب ومن حق سوريا الدفاع عن سيادتها، موضحا أن الحكومة والجيش في سوريا كدولة مستقلة لهم الحق في الدفاع المشروع عن سيادة أراضيهم والتصدي لأي عدوان خارجي. و أشار إلى أن إيران ليس لها في الأساس سوى وجود استشاري في سوريا وبطلب من حكومتها الشرعية، نافيا الادعاءات بتحليق طائرة إيرانية مسيرة قرب الحدود بين سوريا والأراضي المحتلة وكذلك وجود دور لإيران في إسقاط الطائرة المقاتلة الإسرائيلية المعتدية.
قوى وفعاليات: العدوان الإسرائيلي على سوريا يمثل استمرارا في دعم الإرهاب
في سياق متصل، أكد حزب التيار الشعبي التونسي أن سوريا أسقطت من خلال تصديها لهذا العدوان وإفشاله المعادلة التي أراد الاحتلال الإسرائيلي فرضها عليها وعلى الأمة العربية، مبينا أن ما جرى هو "تحول استراتيجي نوعي في المواجهة الكبرى"، قبل أن يدعو الجماهير العربية والقوى الوطنية إلى الوقوف مع سوريا والمقاومة بكل السبل المتاحة.
وفي بيروت أدانت جبهة العمل الإسلامي في لبنان العدوان الإسرائيلي واصفة إسقاط الدفاعات الجوية السورية لإحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي بأنه "حدث مهم وتطور نوعي وبداية النهاية الحقيقية لزمن العربدة والغطرسة الإسرائيلية".
وأوضحت حركة الشعب في لبنان أن هذا العدوان الإسرائيلي يأتي بعدما حققت سوريا وحلفاؤها في محور المقاومة انتصارا على المجموعات التكفيرية، مؤكدة وقوفها إلى جانب سوريا .
من جهته، أكد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود أن تصدي الجيش السوري للعدوان الإسرائيلي كان ابلغ رسالة إلى الاحتلال بأن سوريا في محور المقاومة مستمرة في "إسقاط المخططات التقسيمية التي تستهدف المنطقة".
من ناحيتها، أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وقوفها إلى جانب سوريا في تصديها للعدوان الإسرائيلي موضحة أن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي السورية يستدعي "أوسع واقوى حملة شجب وإدانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والإسلامية".
أما اللجنة المركزية لحركة فتح أكدت أن تصدي وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري للعدوان الإسرائيلي على بعض المواقع العسكرية اليوم هو ردع و رسالة واضحة بتغيير قواعد الاشتباك ونهاية مرحلة غطرسته.
بدوره، أكد مصدر مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية للطائرة الإسرائيلية رسالة واضحة تؤكد أن "سوريا قادرة على ردع العدوان والانتصار".
كما استنكرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني العدوان الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية، مؤكدة وقوفها إلى جانب سوريا في نضالها وكفاحها ضد قوى الإرهاب وكل أشكال التدخل المعادي.
بدوره، أدان مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنور عبد الهادي، العدوان الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية، معتبرا أن الهدف منه دعم الإرهابيين. و رأى السفير عبد الهادي أن إسقاط طائرة للاحتلال من قبل الدفاعات الجوية السورية يحمل رسالة واضحة بان "هذه العربدة لا يمكن القبول باستمرارها ومن حق سوريا الدفاع عن نفسها لصد أي هجوم على أراضيها".