أتاح مهرجان أبي تمام الذي احتضنته مدينة الموصل بعد تحريرها من الدواعش، للمشاركين الاطلاعَ عن كثب على الحياة في المدينة وحقق أهدافه في تقديم صورة أخرى عن هذه المدينة المتشبثة بالحياة رغم حل بها من دمار.
ويؤكد رئيس الكتاب والأدباء العراقيين –فرع نينوى- عبد المنعم الأمير أن مهرجان أبي تمام الذي احتضنته الموصل أيام 12-14-افريل قد حقق أهدافه التي كان على رأسها" اطلاع العالم والنخبة المثقفة عراقيا وعربيا على ما حل في مدينة الموصل وإظهار صورة جديدة لهذه المدينة التي لم يكن ينقل العالم عنها إلا الموت والدمار، مضيفا في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية.
ويضيف الأمير أنه "بعد سنوات الظلام الثلاث التي جثمت على صدر نينوى والنينويين، حتى تم تحريرها عام 2017 عملنا على إعادة الحياة بأشكالها المختلفة وأهمها الثقافية إليها، جنبا إلى جنب مع ما خلفته الحرب من دمار؛ لذا كان لنا لقاءات واصابيح ومهرجانات كثيرة قبل الإعلان عن التحرير الكامل لتراب نينوى توج هذا المجهود أخيرا بإقامة مهرجان أبي تمام الخامس للشعر العربي الذي لم يقم منذ عام 2012 واستطعنا أن نحصل على قرار تشريعي من الجهة المشرعة في المحافظة ليكون المهرجان سنويا؛ لأنه كان يقام بفترات متباعدة.
وتأتي أهمية هذه النسخة من المهرجان بالدرجة الأساس حسب الشاعر عبد المنعم الأمير كونه المهرجان الأول بعد التحرير الذي شهد مشاركة واسعة، وهو المهرجان الثاني في مدينة الموصل عبر تأريخها الحديث الذي شارك فيه شعراء عرب من سوريا ومصر والسعودية والجزائر وتونس.
ويستطرد رئيس المهرجان "بدأنا بالتحضير لهذه النسخة من المهرجان منذ بداية العام وكنا بانتظار عودة البنى التحتية في المدينة لنستطيع استقبال الضيوف كـ(الفنادق والقاعات) التي دمرتها الحرب، فهيأنا الظروف وأرسلنا الدعوات ووضعنا المنهاج الذي لم يغفل فنونا أخرى كالفوتوغراف حيث أقيم معرض فوتوغراف ضمن فعاليات المهرجان شارك فيه عدد من مصوري مدينة الموصل، يروي من خلال الصورة ما حدث في الموصل من دمار.
كل ذلك تم خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الشهر الواحد واستطعنا أن نحقق المهرجان بصورة مُرضية إذا أخذنا بعين الاعتبار الواقع المتردي في مدينة الموصل من النواحي كافة.
وشارك في المهرجان فضلا عن الشعراء العرب نخبة جميلة من شعراء العراق والموصل صدحت حناجرهم بالسلام والحب والإنسانية بعيدا عن المسميات الضيقة الأخرى.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية/ناصر باكرية