دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي هذا السبت من بومرداس إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الاحتلال المغربي لأجزاء من الجمهورية العربية الصحراوية، مؤكدا"استعداده التام للتعاون"مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لاستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
وفي هذا الإطار طالب رئيس الجمهورية الصحراوية في خطابه الافتتاحي لفعاليات الطبعة التاسعة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو و الجمهورية العربية الصحراوية إلى التطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي 2414 والقاضي بالشروع في مفاوضات مباشرة بين الطرفين الصحراوي والمغربي"بحسن نية و بدون شروط مسبقة للتوصل إلى حل نزاع الصحراء الغربية في انسجام مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
"كما نسجل بارتياح إصدار محكمة العدل الأوروبية لقرارات متتالية صريحة وواضحة تعزز ترسانة قرارات و توصيات مماثلة أصدرتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وغيرهما التي تؤكد بأن الصحراء الغربية و المملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان وإنه لا يمكن لأي اتفاق مع المغرب أن يشمل الأراضي أوالمياه الإقليمية الصحراوية"، يقول السيد إبراهيم غالي.
فقرارات محكمة العدل الأوروبية"تؤكد بما لا يدع مجال للشك --يضيف الرئيس الصحراوي--"بما لا يدع مجال للشك أن أي ممارسة من هذا القبيل عرقلة صريحة لممارسة الحق المقدس في تقرير المصير"، منددا في هذا الصدد بالمحاولات "التي تقوم بها أطراف معروفة"داخل الاتحاد الأوروبي بهدف الالتفاف والتحايل على هذه القرارات ، وبالتالي انتهاك القانون الأوروبي والقانون الدولي و الإنساني.
"والشعب الصحراوي بقيادة ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو سيلجأ إلى كل الطرق القانونية المتاحة للتصدي لمثل هذه الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية والتي تشجع سياسات التوسع و العدوان وانتهاكات حقوق الإنسان و نهب الثروات الطبيعية التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في الأجزاء المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية"، يقول السيد غالي.
ورغم كل البطش والجبروت والتنكيل والترهيب التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، تأبى انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، يشدد الرئيس الصحراوي،"إلا أن تواصل ملاحمها البطولية"، منددا بأشد عبارات الإدانة ممارسات دولة الاحتلال، مبديا ثقته ويقينه المطلق ب"رفع التحدي وتأجيج المقاومة السلمية الحضارية الراقية الرافضة للاحتلال المغربي و المصرة على نيل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال."
وشهدت القضية الصحراوية في السنوات الأخيرة --يضيف رئيس الجمهورية العربية الصحراوية-- وتيرة متصاعدة من المكاسب والانتصارات، مسجلا في هذا السياق ما حققته الدولة الصحراوية من "تكريس لمكانتها داخل الاتحاد الإفريقي الذي وقف بحزم في وجه المحاولات المحمومة لدولة الاحتلال المغربي والرامية إلى انتهاك مبادئه وقانونه التأسيسي وقراراته ووحدته وانسجامه."
ومشاركة الجمهورية الصحراوية جنبا إلى جنب مع المملكة المغربية في اجتماعات وقمم المنظمة القارية بما فيها المتعلقة بالشراكات مع أطراف دولية، مثل قمة الشراكة الأوروبية الإفريقية في أبيجان، جعلت الاتحاد الإفريقي--حسب السيد غالي--"يطالب خلال قمته الثلاثين من الأمم المتحدة أن تحدد تاريخا لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي انطلاقا من خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991.
كما أن القمة الحادية والثلاثين في نواكشوط قررت إنشاء ألية إفريقية تعمل على حل النزاع المغربي الصحراوي بالتعاون مع الأمم المتحدة."
وختم الرئيس الصحراوي خطابه بالقول بأن"القضية الوطنية اليوم تتقدم بخطوات ثابتة نحو الانتصار الحتمي في كنف وحدة وإجماع الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده وهو متشبث كامل التشبث بحقوقه العادلة المشروعة مهما كلفه ذلك من صمود ومعاناة وتضحيات".