عبر وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل هذا الأربعاء عن فخر الجزائر بتحقيقها لـ"جل أهداف الألفية للتنمية قبل موعدها المحدد"، و كذا "إحرازها لتقدم كبير في مجالات عديدة" على غرار القضاء على الفقر و خفض معدلات وفيات الأطفال و تعزيز المساواة بين الجنسين و غيرها، و هي "كلها مجالات تم إدراجها في كل خطط التنمية الوطنية التي تعاقبت منذ عام 2000".
و في هذا السياق استدل مساهل في كلمة له بمناسبة يوم الأمم المتحدة، المصادف لـ24 أكتوبر من كل سنة بالتقارير المختلفة للأمم المتحدة، حيث رتب آخرها الجزائر في مقدمة البلدان الإفريقية، وهي إنجازات مكنت الجزائر، على سبيل المثال، من إحراز جائزة الاتحاد الإفريقي في مجال تعزيز حقوق المرأة وتمكنيها لسنتين متتاليتين (2017 و 2018).
كما أنه و إلى جانب المكاسب التي تحققت في سياق أهداف الألفية للتنمية، سهرت الجزائر على تكريس أهداف التنمية المستدامة على مستواها الوطني، من خلال إدراج أبعاد التنمية المستدامة في البرنامج الرئاسي الخماسي (2015-2019) ومواءمة الأولويات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامةّ، يقول السيد مساهل.
و في ذات المنحى، اعتمدت الجزائر أيضا نموذجا جديدا للنمو الاقتصادي سنة 2016، الغاية منه التموقع في مصاف الدول الناشئة وتنويع وتحويل الاقتصاد الوطني بحلول عام 2035، يضيف الوزير الذي أشار إلى أن هذا النموذج يضع -في نفس الوقت-مسألة تلبية احتياجات المواطن في المقدمة، خاصة ما تعلق منها بالعمل والسكن اللائق والصحة والتعليم.
و تأتي هذه المؤشرات -حسب مساهل- لـ"تعكس إرادة الدولة لمواصلة التزامها بتعزيز وتطوير مختلف القطاعات من أجل ضمان ظروف عيش كريمة للمواطنين".
و في هذا الإطار و على المستوى المؤسساتي، "عزز الدستور المعدل سنة 2016، و بشكل واضح وشامل وعميق، قيمة الإنسان ومحيط عيشه"، فيما أنشأت الجزائر على المستوى التنفيذي ومنذ عام 2016، لجنة تنسيق، برئاسة وزارة الخارجية، تمثل مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات الوطنية المعنية فضلا عن المجتمع المدني، تعني بإعداد التقرير المرحلي الوطني (2016-2018) حول متابعة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الجزائر، يتابع رئيس الدبلوماسية الجزائرية.
و في هذه الذكرى ، حرص رئيس الدبلوماسية الجزائرية على التذكير بـ"التطور و النمو والتوسع اللافت" الذي ما فتئ يعرفه التعاون الثنائي بين الجزائر و الأمم المتحدة والذي "تشهد عليه مختلف البرامج والمشاريع التي نفذت في السنوات الأخيرة، والتي تعد أهداف التنمية المستدامة أهمها".
و توقف في هذا السياق عند مسألة تعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية وتحسين رفاهية الشعوب و التي تعد إحدى أولويات المنظمة، حيث "أيقنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن التنمية المستدامة هي الوسيلة الرئيسية لتحقيق هذا الهدف النبيل".
الجزائر ترحب بالمبادرة الأممية لإطلاق حوار بين منظومة الأمم المتحدة للتنمية و الدول الأعضاء
وأعرب وزير الشؤون الخارجية عن ترحيب الجزائر بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لإطلاق حوار بين منظومة الأمم المتحدة للتنمية و الدول الأعضاء بغية التنفيذ الفعال والناجع لأجندة 2030.
و أكد مساهل أن هذا الحوار الذي كان قد دعا إليه الأمين الأممي أنطونيو غوتيريس "سيؤدي، دون شك، إلى إعادة وضع منظومة الأمم المتحدة في صلب مهمتها الرامية إلى تعزيز العمل متعدد الأطراف من أجل مصلحة الجميع".
و سجل وزير الشؤون الخارجية في هذا الصدد، أمله في نجاح هذه المبادرة من أجل تحقيق تطلعات المجتمع الدولي، خاصة تلك المتعلقة بسكان البلدان النامية، و ذلك في عالم أصبح فيه الأمن و الاستقرار السياسي مرتبطا ارتباطا وثيقا بالتنمية، حيث يعتمد هذا البرنامج العالمي "المبتكر" على التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية (2000-2015) كما أنه يتمحور حول سلسلة من الأهداف المترابطة، التي "يفرض تحقيقها اتباع مقاربة متناسقة وقائمة على العمل الجاد"، يضيف مساهل.
يذكر أن يوم الأمم المتحدة يحتفل به منذ سنة 1947 لإحياء ذكرى إعلان ميثاق الأمم المتحدة. و يعد هذا اليوم العالمي جزء من أسبوع الأمم المتحدة الذي يمتد من 20 إلى 26 أكتوبر من كل سنة.