أكد مشاركون اليوم الأربعاء في ندوة تاريخية بقسنطينة حول العوامل التي ساعدت على اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 أن "حرب التحرير الوطنية اندلعت رغم الصعوبات التنظيمية".
ولدى تدخله خلال هذه الندوة التي نظمت بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية أفاد الدكتور عمارة علاوة المختص في تاريخ الجزائر أن ثورة نوفمبر اندلعت بفضل عزيمة و إرادة المناضلين رغم قلة عددهم في البداية و كذا الإخفاقات والصعوبات التنظيمية التي لاقوها.
و ذكر الدكتور عمارة أن من بين تلك العراقيل رفض انخراط بعض الجزائريين الذين كانوا موالين لفرنسا و كذا بعض الأحزاب على غرار الحركة الوطنية الجزائرية التي لم تكن ترغب في الكفاح المسلح و المطالبة باستقلال الجزائر بطريقة سلمية بالإضافة إلى مشكل تفرق الفوج الذي شكله باجي مختار و تأخر توزيع بيان أول نوفمبر.
وأشار السيد عمارة أنه بالرغم من تلك الصعوبات فإن "الناشطين الأوفياء لقضية الاستقلال" قد نجحوا في تنظيم ثلاثة اجتماعات "حاسمة وحساسة" عجلت باندلاع الثورة ضد الاستعمار وهي اجتماعات كل من سويسرا وسمندو (قسنطينة) واجتماع رايس حميدو (الجزائرالعاصمة) التي انعقدت في أكتوبر 1954.
من جانبه أدلى المجاهد علاوة زبوشي بشهادات حية أثرت هذا اللقاء بعد أن كشف أن بيان أول نوفمبر 1954 ي الذي كُتب في البداية باللغة الفرنسية قد وزع في الخفاء ليلة اندلاع الحرب تحت أبواب منازل المستعمرين الفرنسيين الذين ردوا في اليوم الموالي بأعمال عنف دموية.
و بعد التأكيد على الدور الذي قام به أعضاء الكشافة الإسلامية الجزائرية في جمع التبرعات والأسلحة وتجنيد المناضلين في جبهة التحرير الوطني أعرب المجاهد زبوشي أن اندلاع الثورة بقسنطينة كان في 4 نوفمبر و وصل الكفاح ذروته مع هجمات الشمال القسنطيني في 20 أغسطس 1955.
للإشارة فقد نظمت هذه الندوة بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة والستين لاندلاع حرب التحرير الوطنية في 1 نوفمبر 1954 و حضرها العديد من الأساتذة والباحثين في التاريخ حسب ما أفاد به نائب رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعوم الإسلامية عزيز حداد.