أبرز عدد من المجاهدين والباحثين في التاريخ ، اليوم السبت ، بالجزائر العاصمة ، مناقب وخصال البطلين الشهيدين أحمد بن شيحة و آيت بوجمعة محمد و مسارهما في الكفاح المسلح ابان الثورة التحريرية المجيدة وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال61 لا ستشادهما بمدينة الشراقة يوم 13 أبريل 1958.
وقدم المشاركون في ندوة تاريخية بادرت بتنظيمها المقاطعة الإدارية للشراقة على مستوى قاعة سينما الساحل بحضور نخبة من أعضاء الأسرة الثورية تتقدمهم المجاهدة جميلة بوباشة وزوجها المجاهد رابح خالي إلى جانب جمعيات وأشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية ، شهادات حية عن خصال البطلين الشهيدين أحمد بن شيحة و محمد آيت بوجمعة وأهم المحطات التاريخية في مسارهما النضالي إلى جانب عدد من رموز الثورة التحريرية وأبطالها.
وفي هذا الإطار أكد المجاهد بعلي خميس رفيق الشهيدين أنهما و خلال محاصرتهما في مدينة الشراقة يوم 13 أبريل 1958 من قبل الجيش الفرنسي أظهرا شجاعة كبيرة في مواجهة العدو ببسالة واستعرض بالمناسبة السيرة الذاتية للشهيدين حيث ولد الشهيد محمد بن شيحة في الأربعاء بالبليدة سنة 1933 ونفذ أول عملية فدائية سنة 1956 بعد التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني كما نفذ عملية في حسين داي وبعد القبض عليه تمكن الشهيد من الفرار من السجن بداية سنة 1958 ليواصل عمله المسلح من خلال تصفية الجنرال " غيو" في قلب العاصمة غير بعيد عن البريد المركزي .
من جهة أخرى ، أفاد ذات المتحدث بخصوص الشهيد آيت بوجمعة محمد المولود سنة 1929 بقرية أغريب بتيزي وزو أنه كان مثالا للذكاء الحربي والعمل الميداني التكتيكي كما كان يتسم بالانضباط بحكم أنه تربى في أحضان وقيم الحركة الوطنية والكشافة الإسلامية الجزائرية حيث التحق بصفوف الثورة مباشرة بعد إعلان 1 نوفمبر 1954 ونفذ أول عملية فدائية له بالهجوم على الثكنة العسكرية ببوفاريك .
و نوه نجل الشهيد أحمد بوجمعة السيد عمر آيت بوجمعة بمبادرة إحياء ذكرى استشهاد والده رفقة الشهيد أحمد بن شيحة معتبرا المبادرة بمثابة وقفة عرفان بتضحيات وذاكرة هذين الرجلين اللذين حملا مشروع مجتمع ,ومساهمتهما في استرجاع كرامة الوطن واستقلاله .
من جهته, تناول المجاهد علي موساوي رفيق الشهيدين أحمد بن شيحة "المدعو شيشة" و آيت بوجمعة محمد المعروف ب" موح بوفاريك" تفاصيل عن عملية استشهاد البطلين وحيثيات العملية التي شهدتها مدينة الشراقة وأزقتها كما تطرق إلى "المسار الحافل بالأحداث التاريخية و البطولية لهذين الشهيدين ".
واستعرض من جانبه مدير الثقافة لولاية الجزائر مختار خالدي مكانة منطقة الشراقة التاريخية التي تمتد لفترة ما قبل التاريخ حيث تأوي شواهد وأثار وقبور ترجع لتلك الفترة القديمة من التاريخ كما عرج على دورها النضالي في مجابهة الاحتلال الفرنسي سنة 1830 حيث شهدت معركة للمقاومة الشعبية " معركة سيدي خالف ".
وبدوره تناول الباحث شيخ المحروسة نتائج عمله التاريخي " الشراقة بين البارح و اليوم " الذي اعتمد فيه على وثائق و أٍرشيف نادر وهو مشروع مؤلف فاخر سيرى النور قريبا بهدف كتابة تاريخ مدينة الشراقة حفاظا على الذاكرة التاريخية للمكان لإيصاله للأجيال .
واستقطب معرض الصور القديمة لمدينة الشراقة الذي أقيم ببهو قاعة سينما الساحل بالشراقة من إنجاز الفنان إبراهيم شعبني فضول مختلف شرائح المواطنين خاصة أنه يبرز أهم المعالم التاريخية والأثرية والدينية للمدينة التي يعود تأسيسها لفترة 2500 قبل الميلاد .