يشتغل المخرج الجزائري الشاب إسلام قروي على تيمات فلسفية عميقة في أفلامه القصيرة، مصورا الحياة المعاصرة وتعقيداتها، محاولا القبض على الحياة في اعقد تفاصيلها، بشكل كثيف يسائل الواقع الجزائري بروح عالمية لا تستخف بالمشاهد وذكائه.
يقول إسلام قروي - على هامش عرضه لأربعة أفلام بقاعة السينماتيك- "اخترت الفيلم القصير لأنه عمومًا يمثل خطوة يجب على كل مخرج أن يخوضها في حياته كصانع أفلام" مضيفا في حديث لموقع الإذاعة الجزائرية إن هذه التجربة تمثل بالنسبة لي تمرينا جذابا للغاية وتحديا، مغريا بالمغامرة.
وقد اختار قروي أفلام الإثارة النفسية التي يضيف أنها النوع الأقرب اليّ وهي " الفنّ الذي نشأت فيه ، إنه جزء مني" مؤكدا أنه نشأ على حب السينما لا يمر يوم دون أن يشاهد فيلما واحدا على الأقل .ويضيف قائلا:" في أفلامي أحب أن أتحدث عن سيكولوجية الشخصيات والأسئلة الحارقة التي تعذب حياتهم اليومية ، أحب أن أضع شخصياتي في وضع متأزم، ورؤيتهم يحاولون الحصول على الحياة، لأن هذه هي الحياة بالنسبة لي، نحن نعيش كل يوم ، إنها ليست قصة حب أو "نهاية سعيدة" ، لقد سقطت الحياة واستيقظت مرارًا وتكرارًا وأنا معجب بذلك.
وفي رده عن سؤال حول اشتغاله على التيمات الفلسفية والجانب السيكولوجي المعقد، يقول قروي إنه لا يحب الاستخفاف بذكاء المتلقي، مضيفا "أن الفن السابع يتلخص في الجمال والتأمل والشعور والإثارة النفسية.
وحول مدى تقبل الجمهور الجزائري للسينما التجريبية الطارئة على الساحة الجزائرية يؤكد قروي نخبوية هذا الفن حاليا مبديا تفاؤله، بإمكانية تكون جمهور متصالح مع مع هذا الفن السينمائي الكثيف.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية/ ن. باكرية