تعرض الإذاعة الثقافية ضمن شبكتها الرمضانية واحدا من البرامج المتميزة في شكلها ومضمونها، فهو يتناول موضوعا كلاسيكيا في ظاهره اعتادت الأسر الجزائرية على متابعته خلال الشهر الفضيل، لكن الجديد في هذا البرنامج يبرز من خلال عنوانه "هويتنا في أطباقنا" الذي يشير إلى موضوع الهوية التي تنعكس في الأطباق التقليدية وما تحتويه من مكونات تعبر عن المصدر وترتبط بالأرض التي أنبتتها.
ومن خلال الغوص في التاريخ والاعتماد على المراجع المختلفة، تحاول معدة البرنامج الأستاذة الجامعة والباحثة في التراث الفايزة رياش، تتبع الأصول الأولى لأطباقنا التقليدية والحضارة التي ولدت في كنفها ومكوناتها الأصلية وكيف تناقلتها الحضارات المتعاقبة لتصل إلينا في شكلها الحالي.
وتكمن أهمية برنامج "هويتنا في أطباقنا" في رجوعه إلى التاريخ واعتماده على مراجع متنوعة، فهو بذلك يوثق لهذه الأطباق ويبرز بعدها الثقافي والحضاري ويضعها في سياقها التاريخي ويؤكد انتماءها المكاني وكيف انتشرت في مختلف الأقطار.
ويظهر للمستمع من خلال متابعته للبرنامج أن الكثير من أسماء الأكلات الشعبية المتداولة لديه هي أسماء عريقة لها تاريخ ضارب في القدم كانت عند الأولين أطباقا فاخرة أو رموزا لرتب عالية بين الطباخين، فتتأكد لديه القيمة التاريخية والتراثية لذلك الطبق.
أما طريقة تحضير هذه الأطباق تأتي لاحقا من البرنامج، وتعتمد على الوصفات القديمة التي تنقلها الجدات بعد أن تذوق الباحثة فايزة رياش عناء البحث عنهن عبر ربوع الوطن مع قلتهن، لتبرز بذلك التركيبة الأصلية للطبق والتغييرات التي طرأت عليه.
المصدر: محمد فركود/ الإذاعة الثقافية