دخل 51 زوجا ينتمون الى مختلف الشرائح الإجتماعية القفص الذهبي خلال حفل زفاف جماعي نظم ليلة الجمعة إلى السبت بمدينة متليلي (45 كلم جنوب غرداية)، الذي أقيم وسط مشاهد من العادات والطقوس الإجتماعية العريقة التي تتميز بها هذه المنطقة.
وتزامن هذا الحدث الإجتماعي الذي بادرت به جمعيات خيرية ودينية بمتليلي مع إحياء الذكرى التاسعة عشر لوفاة العلامة وأحد أقطاب المذهب المالكي الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير (1911/2000) مؤسس زاوية توات (أدرار).
ويتوخى من هذا الموعد أيضا تخليد وتثمين التراث الروحي الزاخر الذي يشتهر به الجنوب الجزائري، حيث أصبحت هذه الذكرى السنوية سانحة للأجيال الناشئة للتعرف على المسار الديني الذهبي لهذه الشخصية الروحية الفذة.
وبعد تناول وجبة العشاء وهي المأدبة التقليدية التي تحضر من طبق الكسكسي بلحم الجمل تقدم العرسان وهم مرتدين ملابس بيضاء كما تقتضي عادات المنطقة أمام مئات من المدعوين بمعية الوزراء (مساعدون) وهم يحملون حقائب ملابسهم الجديدة، قبل أن يجلسوا فوق منصة كبيرة أعدت خصيصا لهذا الحدث لتنظيم مراسم لبس العرسان.
وحضر تلك المراسم التي تمثل ذروة سهرة الزفاف عائلات وأقارب وأصدقاء الشباب المتوجين، ومحسنين ومتبرعين ، والسلطات المحلية ، إلى جانب عديد السياح وزائري المنطقة .
وتواصلت سهرة العرس بإلقاء مواعظ من قبل مشائخ وأئمة تناولوا فيها بالخصوص أهمية شعيرة الزواج في حياة المسلم، ومساهمة هذا الرباط المقدس في تكريس قيم الإستقرار والتضامن الإجتماعي، وأيضا الدور المنتظر من الأزواج في تعزيز نسيج المجتمع المسلم.
وقبل ذلك نظمت السلكة أو الختمة الجماعية ( تلاوة جماعية للقرآن الكريم) على روح الشيخ العلامة الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير، بمشاركة نحو ألف من أتباع العلامة .
وأقيمت بذات المناسبة الإجتماعية عروضا في الفانتازيا للخيالة والمهارى فوق أرضية مهيئة بمنطقة شعبة أولاد سيدي الشيخ بمتليلي ، وسهرات فنية من قبل فرق فولكلورية محلية.
وتميزت فقرات الحفل الختامي لهذا الحدث بتوزيع جوائز للفائزين في مسابقة حفظ القرآن العظيم.