أساتذة الرياضيات: السماح لحملة البكالوريا الجدد الالتحاق بالمواد العلمية بما فيها الطب في الجامعة

أكد أساتذة في مادة الرياضيات بالطور الثانوي، اليوم الخميس أن إصلاح تعليمية هذه المادة يتطلب تكوين الأساتذة بالمدارس العليا للأساتذة، وإعادة النظر في معايير توجيه التلاميذ ورفع معامل هذه المادة في كل من الطور المتوسط والثانوي.

وفي هذا الصدد،قال حمزة بلهوان (أستاذ مادة الرياضيات) أن إعادة الاعتبار لهذه المادة يتطلب البدء بتكوين الأساتذة بالمدارس العليا للأساتذة الموزعة عبر التراب الوطني (مستغانم ، سعيدة و القبة بالجزائر العاصمة)، مشيرا إلى أن هذه المدارس تعد الوحيدة القادرة على تكوين أساتذة يتميزون بالكفاءة في تعليم المادة وقادرين على تلقين التلاميذ المنهجية في هذه المادة.

و اعتبر هذا المختص أن ضعف مستوى المتعلمين في هذه المادة ليس مرده التلاميذ أنفسهم، وإنما "الافتقار إلى أساتذة أكفاء"، مشيرا إلى أن التوظيف حاليا يعد" توظيف عشوائي هدفه سد العجز في أساتذة المادة بالمؤسسات التربوية دون الاهتمام بتكريس النوعية في التعليم.

كما دعا إلى ضرورة إعادة النظر في تقييم التلاميذ، من خلال تقييم الحدس الرياضي والذكاء وليس ورقة الإجابة، حيث يفترض احتساب طريقة الإجابة بغض النظر عن صحتها.

ومن جهة أخرى، دعا المتحدث وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة تزويد الثانويات بوسائل التعليم الحديثة، كالآلة الحاسبة العلمية والبرمجيات المتخصصة وفق محتوى الدروس ، وذلك من خلال استحداث منحة خاصة بالتوثيق تسمح باقتناء أدوات علمية باهظة الثمن.

من جانبه، أكد فرحاتي جيلالي (أستاذ مكون في الرياضيات ومتقاعد) على ضرورة منح مادة الرياضيات الأولوية ضمن اختيارات الطلبة في التوجيه للالتحاق بالجامعة و ذلك بالسماح للناجحين الجدد في البكالوريا بالتوجيه في كل المواد العلمية بما فيها الطب.

وحسب المتحدث ذاته فإن التجربة بينت أن خريجي كليتي الطب والحقوق كانوا الأوائل في الرياضيات بالثانوية، ويعود ذلك إلى فضل مادة الرياضيات في تلقين المتعلم التفكير العلمي كما تمنحه الهيبة بين أقرانه.

و من جهة أخرى، أكد نفس المختص على ضرورة الجدية في تكوين الأساتذة بالمدارس العليا، معتبرا أن تراجع المادة يعود إلى اعتماد وزارة التربية على توظيف أساتذة المادة من خريجي الاختصاصات العلمية الأخرى.

و أفاد أن تراجع شعبة الرياضيات يعود أيضا إلى إدراج المواد الأدبية في البكالوريا على غرار مادة التاريخ والجغرافيا واللغة العربية مما يؤدي إلى انخفاض معدل التلاميذ، مقترحا اجتياز التلاميذ في البكالوريا لمواد الرياضيات العلوم الطبيعية الفيزياء و الفلسفة و الانجليزية باعتبارها لغة العلوم.

ودعا في سياق ذي صلة، إلى إعادة الاعتبار في توجيه التلاميذ ، مقترحا أن يتم من المتوسطة، بغرض العودة إلى تدريس هذا الاختصاص في الطور الثانوي ابتداء من السنة الأولى ثانوي بدل الطريقة الحالية التي يمر فيها التلميذ من جذع مشترك في السنة الأولى ثانوي إلى التخصص ابتداء من السنة الثانية ثانوي.

كما شدد على ضرورة "إعادة النظر كلي في المنهاج الدراسي" لهذا الاختصاص ، و إعداد كتب جديدة و رفع معامل المادة.

بدوره، أضاف أستاذ أخر متقاعد أنه من الضروري رفع معامل المادة من الطور المتوسط إلى الثانوي ، لان التلميذ يجتهد أكثر في المواد التي معاملها أعلى ليتحصل على معدل أعلى في الامتحان ، و دعا أيضا إلى منح الناجحين في شعبة الرياضيات الأحقية في التسجيل في الجامعة في أي اختصاص أراده الطالب.

مجتمع