توافدت العديد من رسالات التعزية، غداة رحيل عميد الأغنية القبائلية "إيدير"، من طرف الفنانين والشخصيات السياسية والرياضية العالمية، الذين وقفوا وقفة إجلال ترحما على روح الفقيد الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 71 سنة، بعدما أفنى عمره خدمة للثقافة متخذا من الفن أداة للنضال من أجل الهوية.
واعتبر الفنان آيت منقلات رحيل الفقيد نهاية عهد بالنسبة "لأغانينا"، متذكرا قول الراحل، في آخر زيارة قام بها آيت منقلات له، "صعودي إلى الخشبة لن يكون بالأمر الهين" (...).
في حين قال عميد الأغنية القبائلية العصرية، تاكفاريناس، بأن نبأ وفاة الفنان إيدير نزل عليه كالصاعقة، ذاك المطرب الذي فتح "بعد إصدار أول ألبوم له، أبوابا لم تقرع منذ قرون من قبل".
هذا وأكد من جهته، بوجمعة أقراو، أحد أفراد الفرقة الموسيقية القديمة أقراو (الثورة) إلى جانب تاكفاريناس، أن "الأغنية القبائلية تقفد برحيل الفنان إيدير أحد سفرائها".
وهو نفس الشعور الذي تقاسمته إياه الفنانة مليكة دومران، عميدة الفولكلور القبائلي، التي تذمرت لفقدان "سفير الأغنية العصرية".
واعتبر المطرب والملحن مولود زدك أن الموسيقى القبائلية فقدت أحد مقاماتها برحيل الفنان القدير إيدير، واصفا إياه بـ "الشاعر ورجل السلام والصوت الذي يحظى بالاحترام".
و يعني رحيل الفنان إيدير بالنسبة للمطرب العصري الناطق بالقبائلية، براهيم طيب، فقدان عالم الفن لواحدة من أيقوناته باللغة القبائلية. "ايدير من بين الفنانين الذين اسعدوا كل الجزائريين (...) لكن اعماله ستبقى خالدة للأبد و ستحيي ذكراه"، يضيف الفنان.
و من جهته، نشر الفنان كريم ابرانيس رسالة على موقع اتواصل الاجتماعي فايسبوك اعرب من خلالها عن حزنه عقب تلقي هذا الخبر الحزين.
أما المغنية امال زان فقد اعربت عن تأثرها الشديد بوفاة ايدير الذي رافقت اغانيه حياتنا و حفلاتنا و هي الاغاني التي تذكر بأهمية الحفاظ على هويتنا.
و كتب أسطورة كرة القدم الفرنسية، زين الدين زيدان ذي الأصول الجزائرية على صفحته في "إنستغرام" يقول "لقد ميزت طفولتي (...) لن أنسى أبدا لقائنا"، بينما تفاعلت اليونسكو على تويتر معلنة عن وفاة الفنان.
كما أكد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند أن "إدير قد سحر بفنه أجيالذا كاملة على إيقاع ألحانه اللطيفة والرائعة والمُحرّكة"، لتليه عمدة باريس، آنا هيدالغو التي أشادت "بالالتزام الإنساني "للفنان الجزائري.
وفي تغريدة له، أشاد الفرنسي باتريك برويل الذي غنى في أداء ثنائي مع إيدير، "بالصوت العظيم" للمرحوم، بينما أعرب رئيس الجمعية الفرنسية "SOS Racisme"، من جانبه، عن حزنه لتلقيه خبر وفاة ايدير الذي يعتبر "مَعلم الأغنية (...) ورجل الثقافة والحوار".
من جهتها، كتبت الوزيرة الفرنسية السابقة، نجاة فيلود بلقاسم على وسائل التواصل الاجتماعي: "اعلم أنك واحد منا وأنك تركت في كل واحد منا حزنا لا يطاق".
و فور الاعلان عن نبأ الوفاة، بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، سهرة السبت الى الأحد ، رسالة تعزية الى أسرة الفنان واصفا الفقيد ب "أيقونة الفن الجزائري وصاحب السمعة العالمية"، مضيفا " أنه "بهذا المصاب تفقد الجزائر هرما من أهرا ماتها".
كما بعث كل من رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل ،و وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، رسائل تعزية لأسرة الفنان الراحل.
ويشمل السجل الموسيقي للفنان إيدير حوالي 10 ألبومات.
أصبح إيدير مشهورا في سنوات السبعينات بفضل أغنية "أفافا إينوفا" و هي أغنية عالمية نشرت في ما لا يقل عن 77 بلدا و ترجمت إلى حوالي عشرين لغة.
في قرابة 50 سنة من النشاط، نجح إيدير في رهان المسار الفني المنتظم في خدمة التراث الثقافي الجزائري، مع بعث للغته الأم في أغنيته الأخيرة "هنا و هناك" التي أداها مع أسماء كبيرة في الأغنية الفرنسية.
و في 2018، التقى الفنان إيدير مع جمهوره بعد غياب قارب 40 سنة من خلال حفلين كبيرين نظمهما بالجزائر العاصمة مع حوالي ثلاثين موسيقيا على المنصة و أمام جمهور يفوق 5000 متفرج.