أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة, اللواء السعيد شنقريحة ,هذا الاربعاء أن الجيش الوطني الشعبي وقف إلى جانب شعبه, ملبيا كعادته نداء الواجب من خلال تجنيد كل طاقاته البشرية والمادية لمواجهة جائحة كورونا.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أن اللواء شنقريحة أكد في كلمة له خلال اشرافه بالمدرسة العليا الحربية بتمنفوست (الجزائر العاصمة) على مراسم افتتاح ندوة من تنظيم المعهد العسكري للوثائق والتقويم و الاستقبالية لوزارة الدفاع الوطني، بعنوان "الصمود في مواجهة جائحة كوفيد-19" أن الجيش الوطني الشعبي "وقف إلى جانب شعبنا الأبي, حيث لبى نداء الواجب كعادته مجندا كل طاقاته البشرية والمادية لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة"، مؤكدا على ضرورة تحويل هذه الأزمة إلى "فرصة حقيقية من خلال إعادة النظر في الكثير من الأمور وفي العديد من المجالات".
وقال بأن الجيش الوطني الشعبي "بالإضافة إلى اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحيلولة دون انتشار الفيروس في صفوفه, قام بتسخير طائرات الشحن العسكرية لجلب معدات طبية, من جمهورية الصين الشعبية, كما تمت تعبئة كافة الهياكل الصحية العسكرية للتكفل بالمرضى, والوقوف على جاهزيتها للتدخل إذا تطلب الأمر ذلك, بما فيها نشر المستشفيات الميدانية بمختلف النواحي العسكرية, إلى جانب تخصيص مراكز الراحة العائلية والنوادي الجهوية والفنادق العسكرية لإيواء المصابين بالفيروس, فضلا عن المساهمة الفعالة في نشاطات اللجان على مستوى النواحي العسكرية والولايات, لاسيما من خلال السهر على التحيين المستمر لمخططات تنظيم الإغاثة "PLANS ORSEC)".
واستطرد قائلا بأن "الأزمة تلد الهمة, ولذا سيكون علينا تحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية, من خلال إعادة النظر في الكثير من الأمور وفي العديد من المجالات, كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, لاسيما فيما يتعلق بمراجعة المنظومة الصحية الوطنية وبناء منظومة صحية عصرية تستجيب لاحتياجات المواطن وتضمن له العلاج اللائق, فضلا عن اتخاذ إجراءات عملية للتعجيل بإعمال نموذج اقتصادي جديد، يقوم على تنويع الإيرادات واقتصاد المعرفة".
كما حرص اللواء شنقريحة على التأكيد على أنه "ورغم النتائج السلبية الكثيرة الناجمة عن هذه الجائحة, إلا أنها كانت مناسبة لاستحضار المخزون القيمي وتقاليد شعبنا في مجال التضامن الاجتماعي، كما برزت مؤشرات توطيد العلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة في أرقى صورها, علاوة على رص الصفوف وتلاحم كافة شرائح الشعب الجزائري الأبي, الذي وقف وقفة رجل واحد في مواجهة الوباء".
وأشار الى أن "هذه الجائحة كانت بحق مناسبة لاستحضار المخزون القيمي وتقاليد شعبنا في مجال التضامن الاجتماعي, تجسدت في مبادرات المجتمع المدني, لمد يد العون وتقديم المساعدة اللازمة للولايات المتضررة, لاسيما خلال شهر رمضان الفضيل, تحت إشراف السلطات العمومية المعنية, مما برهن مرة أخرى على المعدن الخالص للجزائريين".
وأضاف في نفس السياق بأن "مؤشرات توطيد العلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة برزت في أرقى صورها, علاوة على رص الصفوف, وتلاحم كافة شرائح الشعب الجزائري الأبي, الذي وقف وقفة رجل واحد في مواجهة الوباء، وأكد مرة أخرى على وحدته الأبدية وتلاحمه, ومدى تحمله وصموده عند الأزمات والمحن, مما يجعلنا نكون على يقين تام بأن الجزائر ستظل بخير, مهما كانت الظروف والأحوال، ما دامت حافظة لأمانة الشهداء و منتهجة دربهم ومجسدة لأمانيهم، بفضل سواعد أبنائها الأوفياء المخلصين".
كما أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة, خلال كلمته التي تابعها إطارات مختلف قيادات القوات والنواحي عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد أنه : "أمام هذه الوضعية الصعبة (وباء كورونا), اتخذت السلطات العليا لبلادنا, منذ بداية الأزمة, حزمة من التدابير الاستثنائية وضعتها حيز التنفيذ بالتدريج لمواجهة تفشي هذا الوباء, وكانت سباقة في ذلك, لاسيما فيما يتعلق بالعزل الصحي المبكر للمناطق المتضررة والسهر على إجلاء الرعايا الجزائريين من مختلف بلدان العالم وكذا القيام بحملات تحسيسية مستمرة لفائدة المواطنين وتوعيتهم بخطورة الوباء وضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية المعمول بها، علاوة على تعويض المتضررين وتخفيف التبعات الاقتصادية للجائحة على المواطنين, لاسيما الطبقات الهشة من المجتمع" مبرزا أن هذا الامر "لم يكن ليتحقق دون تضافر الجهود المبذولة وتبادل الخبرات والتنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية".
وفي ختام كلمته, جدد اللواء شنقريحة "شكره الحار" لكافة عمال ومستخدمي قطاع المنظومة الصحية الوطنية, المدنية والعسكرية, نظير تضحياتهم وجهودهم المضنية المبذولة في مكافحة الوباء, لتتواصل بعد ذلك فعاليات الندوة، التي نشطتها مجموعة من الإطارات السامية في الدولة وأساتذة مختصين, عسكريين ومدنيين, حيث تطرقوا من خلال مداخلاتهم إلى عدة مواضيع تتعلق بمحورين أساسيين هما "مختلف آليات الرد على جائحة كوفيد-19 " و "الجزائر ما بعد الجائحة", لتخلص الندوة الى جملة من التوصيات ترمي في مجملها إلى "تحديد آليات التسيير الاستراتيجي" للأزمة, لاسيما ما بعد "كوفيد-19".
للإشارة فقد حضر الندوة- التي استهلت بالوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا فيروس كورونا- كل من وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات, وقائد الناحية العسكرية الأولى وقادة القوات ورؤساء الدوائر بوزارة الدفاع الوطني وبأركان الجيش الوطني الشعبي ومديرين مركزيين, وكذا إطارات سامية من مختلف الدوائر الوزارية، ومن الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن.