تم اليوم الأربعاء بالجزائر توقيف البث التماثلي نهائيا وتعويضه بالبث الرقمي مثلما يحدده الاتحاد الدولي للاتصالات.
وقد جرت مراسيم توقيف البث التماثلي وتعويضه بالبث الرقمي بولاية عنابة، وهي عملية تندرج في إطار قرار الاتحاد الدولي للاتصالات الذي حدد 17 جوان 2015 كتاريخ لوقف البث التماثلي وفق التردد العالي جدا (VHF) (174-230 ميغاهيرتز) وتاريخ 17 جوان 2020 لبداية البث الرقمي وفق التردد فوق العالي (UHF) (470-862 ميغاهيرتز) بالنسبة لكل من إفريقيا والشرق الأوسط، بما فيها الجزائر، حسبما أشار إليه المتعامل العمومي "مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي الجزائري".
هذا وتبث مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي الجزائري برامج تلفزيونية عمومية وفق البث المرئي بتقنية قياسي الدقة (SD) بالتردد فوق العالي إضافة إلى الإذاعات الوطنية.
كما سمح التوزيع الشامل للتلفزيون الرقمي الأرضي (TNT) في الجزائر، وفق التردد فوق العالي، بتوقيف البث بالصيغة التماثلية وفق التردد العالي جدا.
وبالتالي، فقد تم احترام تاريخ 17 جوان 2020 الذي حدده الاتحاد الدولي للاتصالات، مثلما أوضحه ذات المصدر.
إن ما يدفع إلى خيار الهجرة نحو التلفزة الرقمية الأرضية TNT هي الصورة بجودة أفضل من التماثلي بالإضافة إلى الآجال المحددة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات لأجل إيقاف البث التماثلي.
ويشتغل البث بالنظام التماثلي عبر البث على الشبكة الهرتزية للترددين، العالي جدا وفوق العالي.
كما تعتمد جودة الصورة في هذا النوع من البث على كثافة الإشارة ويعني ذلك بأن جميع أنواع الاضطرابات، مهما كان نوعها، بإمكانها أن تنقص من جودة الصورة وتعني ضغط ورقمنة البرامج بهدف تعزيز الإشارة قصد حمايتها من مختلف مصادر التشويش.
لذا فمن الضروري بما كان امتلاك جهاز نازع التشفير، يكون قادرا على تحويل الشفرة الثنائية إلى صوت وصورة.
إن هذه الطريقة للبث أقل حساسية للتشويش من النمط التماثلي، مما يؤدي إلى الحصول على نوعية بث مرئي قريبة من المثالية.
"ويتطلب التحول إلى التلفزة الرقمية الأرضية ضبط أجهزة الاستقبال التلفزي التي يملكها المشاهدون الجزائريون.
حيث تحتوي بعض المنازل حاليا على نماذج تلفزية حديثة تتضمن أجهزة فك التشفير الخاص بالتلفزة الرقمية الأرضية.
أما بالنسبة للتلفزيونات القديمة التي لا تحتوي على هذا الجهاز المدمج فلا بد من اقتناء ما يعرف بالمحولات الرقمية الخارجية المزودة بمعيار DVB-T أو DVB-T2".
وبعد ذلك، يقوم المتفرج بإطلاق بحث ابتداء من الجهاز النازع للتشفير الرقمي الخارجي باستخدام جهاز التحكم عن بعد.
وتمنح التلفزة الرقمية الأرضية مزايا عديدة، لا سيما تلك المتعلقة بالقدرة على نقل المعلومات الرقمية ذات طبيعة مختلفة: الصور والأصوات ولكن كذلك النصوص والمعطيات وهذا ما يفتح المجال أمام التلفزة الهرتزية لنفس تطلعات الخدمات المتفاعلة التي يتم إقرانها بشبكة الاتصالات (TV hybride) مثل تلك الموجودة على الساتل.
وبذلك، فإن ما يدفع الجزائر إلى اتخاذ قرار تبني البث بالنظام الرقمي هي المزايا المتعلقة بجودة أفضل من التماثلي للصورة والصوت، ونوعية استقبال أفضل وأكثر مقاومة للاضطرابات (التشويش)، ونقل مكثف للمعطيات.
إضافة إلى تقديم خدمات ذات قيمة مضافة مثل الجودة العالية وبث المعطيات (مثل: الأحوال الجوية وحالة الطرقات ...الخ) بالإضافة إلى خدمات عمومية أخرى، وبث الحزمة الرقمية لعديد القنوات عبر استعمال الطيف بنجاعة اكبر( اقل تردد هرتزي).
وحسب مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي الجزائري، فإن البث الرقمي الأرضي يغطي 77.16 في المائة من نسبة السكان في الجزائر بمجموع 156 محطة بث رقمي.
وكان وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر قد أعلن في فبراير الماضي عن استكمال الشبكة الأولى للتلفزيون الرقمي الأرضي الذي سيعوض التلفزيون التماثلي، مثلما حدده الاتحاد الدولي للاتصالات ابتداء من 17 جوان 2020.
وأضاف أن "هذا سيمكن من انتشار الإذاعة الرقمية الأرضية.
وبالتالي، التكفل بالقنوات الإذاعية المستقبلية المرخصة"، مؤكدا أن من بين مزايا هذه التكنولوجيا "بث أكبر عدد من القنوات (من 9 إلى 18 إذاعة في كل تردد)، مع نوعية استماع أفضل وخدمات ذات قيمة مضافة".