اعتبر المشاركون في لقاء نخب المجتمع المدني والجمعيات والإطارات ضمن تكتل "المسار الجديد" أن التعديل الدستوري الذي بادر إليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يعد خطوة مهمة في طريق بناء جزائر قوية توافقية تستوعب جميع أطياف المجتمع.
وأبدى ممثلو مختلف الجمعيات الولائية الفاعلة والإطارات والأساتذة، في ثاني يوم من لقائهم التشاوري وبمناسبة قراءة تقارير ورشات العمل حول مستقبل الجزائر الجديدة في ظل مشروع تعديل الدستور الذي طرحه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، استعدادهم للمساهمة في التغيير الايجابي الذي يصبو إليه الجزائريين واعتبروا أن الدستور الجديد الذي سينتخب عليه في الفاتح نوفمبر يعد خطوة مهمة في طريق بناء جزائر قوية توافقية تستوعب جميع أطياف المجتمع.
كما عبر المشاركون القادمين من مختلف ولايات الوطن، عن قناعتهم بأن أي بناء لدولة المؤسسات والقانون لا يكون إلا عبر تغيير جذري لمنظومة شابها الفساد واللاديمقراطية والتعدي على الحريات الفردية والجماعية.
وثمن رئيس جمعية أضواء رايتس نور الدين بن براهم، الذي ترأس ورشة إصلاح المجتمع، حزمة التعديلات الجديدة في مشروع تعديل الدستور والتي تقترح أكثر من 7 فضاءات داخل الدستور بين المواد والاشارات الواضحة لدور المجتمع المدني بينما تتحدث المادة 10 على تحفيز الدولة للمجتمع المدني والمشاركة في السياسات العمومية وهو تحول "كبير جدا" يقول، ناهيك عن استحداث المرصد الوطني للمجتمع المدني.
وأضاف بن براهم، أن "المكتسبات الفكرية والسياسية التي جاء بها مشروع تعديل الدستور يحتاج الى تفاعل مع الناس الذين سينشطون في المجتمع المدني والى آليات وحوار وتواصل مع المجتمع والمواطنين حول هذه المواد ستنقل المتجمع المدني من مجتمع مناسباتي إلى مجتمع منتج للثروة".
من جهته، أوضح بودن منذر، أحد منظمي هذا اللقاء الهام، أنه ضم أكثر من 70 جمعية وطنية وفاعلين من المجتمع المدني يمثلون مختلف أطياف المجتمع الجزائري والهدف هو توحيد الرؤى وتفعيل الحركية داخل المشهد السياسي الجزائري.
وأضاف بودن أن تكتل "المسار الجديد" ساهم في تحريك المشهد السياسي وهو بمثابة نداء للأحزاب والمعارضة لأن تعود للنشاط السياسي من خلال طرح أفكار ضمن هياكلها القانونية، مؤكدا في الشأن ذاته أنه سيتم توسيع المبادرة لمختلف الفاعلين الاخرين الذين لم يلتحقوا بعد بالمسار.
من جهتها قالت ، مستشارة الرابطة الوطنية للفكر والثقافة، ابتسام حملاوي أن المشاركين انتظموا الجمعة الفارط في ورشات عمل متخصصة تطرقت إلى الإصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي وإصلاح المجتمع المدني اضافة إلى تخصيص ورشة الاصلاح الدستوري واخرى للإصلاح الثقافي.
وأشارت في السياق ذاته، أن هذه الجلسات ما هي إلا "بداية لتأسيس ديمقراطية تشاركية فعلية حقيقية" وذلك بإقامة العديد من الملتقيات بين المجتمع المدني الذي يجب ان يلعب دوره كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
وأكد البروفيسور عميرش نذير من جامعة قسنطينة، مقرر ورشة التعديل الدستوري والتشريع، أن عملهم انصب في كيفية مرافقة الجمهورية الجديدة بمنظومة قانونية جديدة، وقد خلص الأعضاء إلى مجموعة اقتراحات أبرزها إعداد دليل يتضمن التعديلات الجوهرية والعملية ويشرح للناخبين والناخبات اهدافها وقراراتها في شتى المجالات حتى يتسنى للناخب أن يذهب إلى الاستفتاء وإبداء رأيه بكل حرية وسيادة ومسؤولية.
وسيساعد هذا الدليل، على "تمكين الهيئة الناخبة بكل التعديلات الواردة في مشروع تعديل الدستور بما يتوافق مع كل شرائح المجتمع"، يضيف المتحدث.
كما تضمن لائحة مقترحات ورشة التعديل الدستوري، وفق ذات المصدر، دعوة إلى "إشراك النخب والمجتمع المدني في مناقشة وابداء الرأي في مختلف مشاريع القوانين العضوية والمراسيم التنفيذية في المرحلة ما بعد الاستفتاء".
وشارك أروان محمد تقي الدين، بصفته ممثلا عن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، وقال إن ورشة الاصلاح الاقتصادي اقترحت عديد النقاط أبرزها "تخفيف الاجراءات الادارية بالنسبة للمستثمرين في هذا المجال".