18/10/2020 - 14:10
نشط أكاديميون جزائريون أمس السبت بالجزائر العاصمة ندوة حول "الأدب الجزائري في المنفى" حيث تناولوا المشوار الأدبي والواقع المعيش آنذاك للعديد من الأدباء المقيمين بالخارج أو الذين يكتبون "بلغة المهجر" وذلك في إطار اليوم الوطني للهجرة.
ونشط اللقاء الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بفيلا عبد اللطيف بمناسبة احياء اليوم الوطني للهجرة الذي يصادف الذكرى 59 لمجازر 17 أكتوبر 1961، ستة جامعيين و مترجمين حرصوا على إبراز الرابط القوي بالوطن الأم الذي تم التعبير عنه في انتاج أدبي ذو "جمالية عالية" من تأليف الجالية الجزائرية.
لدى تطرقه لأعمال الكاتب والمؤلف المسرحي كاتب ياسين ذكر الكاتب و المسرحي حميدة العياشي في البداية لقائه خلال فترة السبعينات "بهذا الهرم في مجال الابداع" مشيرا أنه كان يشغل حينها منصب مدير للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس.
كان كاتب ياسين مؤلف كتاب "نبي العصيان" (2011) يتناول في كتبه جوانب مخفية في شخصيته لا يعبر عنها إلا من خلال "ابداع غزير ذو أوجه جمالية" على غرار مجازر 8 ماي 1945 والوعي ولقاء مع الثورة و الصلة بالأم والعلاقة مع التاريخ والأمير عبد القادر والانشغالات و الشوارد.
و أوضح حميدة العياشي أن "ما يميز مسرحيات كاتب ياسين التي تؤدى على خشبة فارغة (...) هي قوة النص المُدعم بشعائر و أغاني شعبية", مستشهدا في هذا الصدد ببعض النصوص والمؤلفات.
في مداخلتها ذكرت الأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر زهور آسيا بوطالب أن الأمير عبد القادر كان هو الآخر "مرتبطا ومتأثرا بالمذهب الفقهي لابن العربي أحد كبار شيوخ التصوف المعاصر" خلال فترة تواجده بالمنفى في دمشق (سوريا).
وأضافت أن الدروس التي كان يقدمها لتلاميذه قد جمعت في مؤلف يحمل عنوان "كتاب المواقف".
و من جهته ابرز الجامعي-المترجم لأعمال محمد ديب،محمد صاري اهمية عمل الترجمة في استرجاع الادب الجزائري "المكتوب في لغة الآخر".
حيث قال بان "الكتابة في حد ذاتها ترجمة" بالنسبة للكتاب الجزائريين لان استعمال اللغات الحية "العربية او الفرنسية" ما هو الا ترجمة لخيال باللغة العامية (الدارجة او الامازيغية) ومن ثمة يأتي هذا "الازدواج اللساني" (الفجوة بين لغة الكتابة ولغة التفكير) الموجود فعليا في الادب الجزائري.
ومن جهتها تطرقت الجامعية المتخصصة في اعمال محمد ديبن امال صالحي الى "التزام ديب في كتاباته"، رافضا الامتثال لنمط "المثقف الذي يفرضه الغرب". وتطرق الروائي والأستاذ المحاضر فيصل لحمر الى موضوع الادب الجزائري باللغة العربية في المهجر على غرار الكاتبة أحلام مستغانمي.
و قدمت مديرة تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي و الفني بوزارة الثقافة و الفنون جميلة مصطفى الزقاي, للحاضرين كاتبة المهجر فطيمة بورقعة غالير التي استعملت لغة الاخر للتعبير بكل صراحة و دون طابوهات عن نقائص و عيوب مجتمعها الأصلي في حين تطرقت الجامعية شهرزاد توفوتي "الى التناقض في الحضور و الغياب " لدى آسيا جبار و تمسكها بالجزائر مشيرة الى بعض اعمالها مثل "امرأة دون قبر" و "أطفال العالم الجديد".
و يخلد احياء يوم الهجرة الموافق ل17 أكتوبر من كل سنة ، المجازر التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية ضد الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر سلميا يوم17 أكتوبر 1961 بباريس للتنديد سلميا بحظر التجول الذي فُرض عليهم فقط.