أبرز مشاركون خلال ندوة تاريخية نظمتها جمعية "مشعل الشهيد"، هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة ،أن "حنكة وذكاء " المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف مكنته من تأسيس مخابرات الثورة المجيدة وحمايتها من محاولات اختراقها داخليا وخارجيا
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث والمؤرخ لحسن زغيدي، بمناسبة إحياء ذكرى وفاة المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف المصادفة ل31 ديسمبر ،أن المجاهد الراحل "استطاع بفضل حنكته وعبقريته من حماية الثورة التحريرية المجيدة من مختلف أشكال الاختراق سواء على المستوى الداخلي والخارجي وذلك باستغلال طاقة الشباب".
وأرجع ذات المتحدث، تمكن المجاهد بوالصوف المدعو سي مبروك"من حماية الثورة بفضل إنشائه لأول جهاز مخابرات خاصة بالثورة سنة 1957 ،وكذا أول مركز تكوين أعوان الإشارة أثناء الثورة ، إلى جانب تأسيس أول مدرسة لتكوين إطارات حرب التحرير، واصفا إياه ب "مؤسس المخابرات الوطنية بدون منازع".
وأبرز السيد زغيدي، أن المجاهد بوالصوف اعتمد على فئة الشباب في تجسيد أهدافه الرامية إلى حماية الثورة من مختلف الاختراقات، مستدلا في هذا الشأن ، بمساهمة الطلبة الجامعيين في مجال المتابعة اليومية لإصدارات الصحافة الفرنسية التي استغلت فيما بعد في اتفاقيات إيفيان،كما سهر المجاهد الراحل -- يضيف السيد زغيدي-- على تكوين الشباب في مجال الاتصالات اللاسلكية و سلاح الإشارة.
من جهة أخرى، أشاد السيد زغيدي ،بالدور"المحوري" الذي لعبه المجاهد"سي مبروك" في مجال تزويد المجاهدين في الجبال بالأسلحة والعتاد إبان الثورة التحريرية، حيث تمكن من إنشاء مصنع سري لصناعة الأسلحة بالحدود مع المغرب، متجاوزا بذلك صعوبة اقتناء الأسلحة سيما بين سنتي 1958 و 1959 بسبب وضع خطي شال و موريس المكهربين و الملغمين على طول الحدود مع المغرب وتونس.
بدوره، دعا الإعلامي ،علي ذراع، الشباب إلى "الاقتداء بفكر المجاهد بوالصوف الذي أفنى شبابه في خدمة الوطن والسهر على حماية الثورة المجيدة من الاختراقات ، مشيرا إلى دور المجاهد في توفير الأسلحة للمجاهدين رغم الحصار الذي فرض على الثورة آنذاك.
بالمناسبة، أبرز السيد ذراع ضرورة "إسقاط الماضي على الحاضر من أجل استشراف المستقبل"، سيما وأن الجزائر يضيف السيد ذراع "تواجه تحديات على أكثر من صعيد وهو الأمر الذي يستدعي رص الصف الوطني وتقوية اللحمة الوطنية لكسب الرهانات التي يقرضها الواقع المعاش" يذكر أن المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف كان عقيدا بجيش التحرير الوطني وشغل منصب وزير التسليح والاتصالات العامة بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وقد ناضل بحزب الشعب الجزائري بمنطقة ميلة قبل أن يلتحق بالمنطقة الغربية للوطن بعد اكتشاف المنظمة السرية.
كما كان مساعد العربي بن مهيدي على رأس المنطقة الخامسة (الغرب) عند اندلاع حرب التحرير في الفاتح نوفمبر 1954 قبل أن يعين قائدا للولاية التاريخية الخامسة برتبة عقيد، وفي 1962 اعتزل السياسة نهائيا.