أكد الدبلوماسي والمبعوث الأممي السابق، الأخضر الإبراهيمي، على الدور المحوري للأمم المتحدة في حلحلة النزاعات في العالم معربا عن أمله في تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا والى الصحراء الغربية التي لم يتحقق حتى الآن أي تقدم بشأن قضيتها.
وقال الإبراهيمي، في حديث لتلفزيون "روسيا اليوم" حول حصاد عام 2020، انه يتأسف وبشدة لعدم حصول أي تقدم في التفاوض بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، مؤكدا أن المطالب بعودة التفاوض في إطار التسوية الأممية من أجل اتفاق يباركه الجميع لازالت قائمة.
وهنا قال الإبراهيمي "اعتقد أنه لو تفاوض المغرب مع جبهة البوليساريو بحسن نية وبالسخاء الذي تفاوض به مع الولايات المتحدة لمدة سنتين على الصحراء الغربية لكان أفضل لجانبي النزاع بدل ما أخذته إسرائيل في هذه الصفقة الثلاثية".
وأضاف الدبلوماسي أن "الأمين العام الأممي تأخر كثير جدا في تعيين مبعوث إلى المنطقة وان مجلس الأمن ليس في وضع يمكنه القيام بمسؤوليته فيما يخص الأمن والسلام في العالم وهذا ما يعكسه عدم توصله لغاية الآن واتفاق أعضائه على اسم بخصوص مبعوث أممي إلى الصحراء الغربية كما يجري الحال بالنسبة اليه. شيء مؤسف للغاية"، يقول الإبراهيمي .
"إن الأمم المتحدة التي احتفت بذكري تأسيسها الـ75 قادرة وأثبتت ذلك عبر السنوات الماضية في المساهمة في حل مشاكل العالم وخاصة تلك المشاكل الكبيرة، لكن هذا يتوقف على أعضائها والقدر الذي تتلقاه من مساعدة وتأييد والسماح لها بالعمل"، يوضح ذات المتحدث.
بالمقابل أبدى الإبراهيمي أسفا لكون مجلس الأمن الدولي، المؤسسة الرئيسية في النظام الدولي، "أضحى في الآونة الأخيرة عاجز، عجزا يكاد يكون كاملا على الاتفاق عن أي شيء مهم".
الحرب بسوريا انتهت لكن السلام لم يعد
وعن الوضع والأزمة التي مرت بها سوريا ودور الأمم المتحدة بخصوصها، أوضح الدبلوماسي الجزائري أن "الحرب في هذا البلد انتهت تقريبا لكن السلام ما زال لم يحل بعد في ربوع سوريا"، موضحا أن هذا يتم من خلال عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وهنا اعتبر الإبراهيمي بان التدخلات التي وقعت في سوريا من مناطق قريبة من هذا البلد أو من مناطق بعيدة عنه "لم تكن في مصلحة الشعب السوري بل أنها كانت على أساس حسابات ضيقة جدا سعى كل واحد فيها من أجل مصالح ذاتية ضيقة لا علاقة لها بمصلحة الشعب السوري".
وبالمناسبة تأسف المتحدث بشدة عما جرى مؤخرا بمخيم لللاجئين السوريين في لبنان بعد أن تعرض مخيمهم ببلدة "المنية" للحرق، موضحا أن "فكرة اللجوء والهروب من وطن الإنسان قضية صعبة جدا ومؤلمة لأبعد الحدود"، مشيرا إلى أن "السنوات التسع للحرب في هذا البلد شردت أزيد من 12 مليون، 6 مليون منهم خارج الوطن والباقي بالداخل مشبها ما حصل لشعب سوريا بما جرى لشعب روسيا في الحرب العالمية الثانية".
كما تناول الدبلوماسي والمبعوث الأممي السابق، في حديثه ل"روسيا اليوم"، الوضع في ليبيا الذي قال عنه انه "لا يختلف عن الوضع في سوريا، فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، واصفا هذه التدخلات بـ"السافرة".
وقال الإبراهيمي "إن قرار مجلس الأمن رقم 1973 حول ليبيا استعمل التدخلات السافرة لإسقاط النظام وقد نجحوا في ذلك لكن لم يكن متبوعا بأي عمل ايجابي في مساعدة الشعب الليبي في إقامة دولتهم الجديدة".
وعن المحاولات الجارية للتوصل إلى حل ينهي معاناة الليبيين ويلم شمل الفرقاء في هذا البلد، أكد الإبراهيمي أن "ما يجري من لقاءات في عدة عواصم منها برلين وأيضا مخرجات حوار اللجنة العسكرية 5+5 تدل على وجود إمكانية حلحلة ومساعدة الليبيين على الاتفاق وعلى بناء الدولة بدل من دفعهم الى الاقتتال .. هناك بوادر تنبأ بالخير"، يقول السياسي الجزائري.
وأعرب عن أمله في "تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا وأن لا تظلم إفريقيا في هذا الموضوع ... فالأفارقة -كما أضاف - قادرين على أن يساهموا بشكل كبير اذا ما سمح لهم".
وفي هذا السياق أشار إلى أن اهتمام الولايات المتحدة بهذا الموضوع "ضعيف وسلبي الى أبعد الحدود والسبب أنهم يرفضون أن يعين مبعوث إفريقي في حين أن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي متفقان على إمكانية ان يكون المبعوث كذلك"، مشيرا إلى تداول ترشيح اسم السياسي رمطان لعمامرة واستعمال الولايات المتحدة للفيتو لمنع ذلك، معتبرا هذا التصرف "ظلم شديد".
وبخصوص القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، شدد الأخضر الإبراهيمي على أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب "لا يهمه شيء في المنطقة وما يهمه هو مصلحته الشخصية ومصلحته السياسية خاصة موضوع فيما تعلق بالأصوات اليهودية والأصوات المسيحية المتطرفة".